السياسي الماكر.. قصة “باخوس” بين ملح إسرائيل وتسجيل المسؤولين
-حمزة رويجع-
بعد سلسلة من الهجمات المتتالية التي استهدفت سمعته وأفعاله، وجد “باخوس ليفي” نفسه في موقف حرج. بدأت الحقائق تتسرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح من الصعب عليه الدفاع عن نفسه. شعر بالضغط المتزايد من كل جانب، وأدرك أنه بحاجة إلى حليف قوي ليقف بجانبه في هذه الأوقات العصيبة.
في هذه اللحظة الحرجة، ظهر “الجوكر”، رجل ذكي، كان يشتهر بقدرته على التعامل مع الأزمات الإعلامية واستهداف الأفراد والمؤسسات، بكفاءة عالية. كان الكثيرون يخشون “الجوكر” لأنه له شخصية إنتحارية ويتقلب في سرعة البرق، كلما كشف “الغدر” و”الخيانة”. لم يكن يطالب “الجوكر” بعملات مادية جراء الوصول إلى الأهداف المحققة، وأعتقد “باخوس” خاطئ ان “الجوكر” يسهل استثمار طاقاته مقابل زجاجات من “الخمر” متاحة على جميع الأصعدة والواجهات، وكانت تلك اولى خطايا “باخوس” التي أعطت ملامح على شخصيته المتوثرة ومرض ادمانه بشرب الكحول لأزيد من أربعين سنة.
تواصل “باخوس” مع “الجوكر”، وطلب مساعدته في مواجهة الهجمات التي يتعرض لها. أدرك “الجوكر” سريعًا أن لديه فرصة ذهبية لاستغلال هذا الموقف لصالحه. وافق على المساعدة، بشروط صارمة. أهمها الوفاء للصداقة. كان يعلم أن طالب الخدمة، يائس ومستعد لفعل أي شيء للحفاظ على صورته.
“باخوس”، بجانب مهاراته السياسية التي تهاوت، كان يتقن فن الطبخ، كان يستخدم مهارته هذه كوسيلة لتقوية علاقاته مع الحلفاء المفترضين والشركاء. كان يدعوهم إلى منزله، حيث يعد لهم وجبات لذيذة لا يمكن مقاومتها. الجميع كان يتحدث عن براعته في الطبخ، ولكن لم يكن أحد يعلم ماذا كان يضيف “باخوس” إلى تلك الوجبات.
كانت هناك شائعات تدور حول ملح جلبه “باخوس” من البحر الميت، خلال زيارته لدولة اسرائيل، يضيفه إلى مكونات خاصة تجعل من يتناول طعامه يشعر بالولاء والارتباط به. لم يكن أحد يستطيع تأكيد هذه الشائعات، ولكن تأثيرها كان واضحًا. كل من تناول طعامه كان يخرج من اللقاء أكثر انبهارًا ب”باخوس” وأكثر استعدادًا لدعمه.
بدأ “الجوكر” بوضع خطة محكمة للدفاع عن “باخوس”، استغل دهائه وشبكة علاقاته الواسعة لتغيير الرأي العام، ونشر قصص مضادة تبرز نقاط ضعف أعداءه، فبدأ يظهر “باخوس” كضحية لمؤامرة انتقامية، لم يخضع للمساومات. كانت تلك القصص مليئة بالمعطيات الحصرية، و “الجوكر” كان بارعًا في استثمارها لصالح “باخوس”.
في الوقت نفسه، بدأ الجوكر باستهداف “السبع” وأصدقائه الذين كانوا يقودون الحملة ضد “باخوس”، طالب الأخير، استخدم أساليب ملتوية لتشويه سمعتهم وجعلهم يبدون كأنهم يعملون لأجندات خفية. من بينهم “العوني” رسام شهير للكلاب الضالة، وقنينات “الروج”، طالب “باخوس” ان نصوره على صورة شيطان مارد، انطلاقا من لحيته “نلقمو ليه”، لكن “الجوكر” اكد أنها معركة خاسرة ضد رسام ساخر، بل يجب استقطابه والعمل ضمن فريق جماعي.
شعر “باخوس” بالراحة المؤقتة، حيث بدأ الرأي العام يتحول لصالحه بفضل جهود “الجوكر” ومع ذلك، كان الجوكر دائمًا يذكره بأن هذا الدعم يستوجب الابتعاد عن “الملتحي”، فلا يمكن مزج المواد المشتقة من الكحول مع المواد المشتقة من الحليب. وأنه تناقض ستكون له ضريبة مستقبلية عويصة لا يمكن تبريرها.
بدأ “باخوس” يفكر بجدية في كيفية التخلص من سيطرة “الجوكر”، ولكن في الوقت نفسه، لم يكن يستطيع الاستغناء عن دعمه. كانت لعبة القط والفأر بينهما تزداد تعقيدًا، وكل منهما يحاول السيطرة على الآخر دون أن يظهر ذلك للعلن.
في نهاية المشهد، كان قرر “باخوس” الهروب إلى مالاغا مؤقتا، ضنا منه ان الابتعاد قد يريحه مؤقتا، بعدما التقى بخصمه اللدود واتفقا على خارطة الطريق، ليقف في مفترق طرق، فوقعت “الفضيحة” لتعيد الرأي العام للنظر في الصورة الحقيقة التي عرفها القاصي والداني، قبل خدمات “الجوكر”، لم يجد “باخوس” سوى تقنية “الستوريات” ومحاولات الاتصال الفاشلة. أدرك أنه لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة للحفاظ على مكانته وسلطته المفتقدة، حيث لم يعد يعرف من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو المتخفي، لأن “باخوس” اجتمعت فيه صفات الصداقة والعداوة في نفس اللحظة.
في الحلقة القادمة، سنكتشف كيف يواجه “باخوس” التحديات عبر الهواتف المخففة، وكيف كان يسجل مختلف المكالمات الهاتفية لمن يربط بهم علاقة مصلحة عابرة، ويحتفظ بها من اجل المستقبل بهدف “الغدر”، من بينهم أسماء وازنة.
يتبع…