أخبار العالم

عزالدين بنشامة يدق آخر مسمار في نعش حزب التقدم والاشتراكية بسيدي بنور.. باحث سياسي”الغياب هو غدر وخيانة لثقة الحزب”

-حمزة رويجع-

لا شك ان العمل السياسي هو أخلاق والتزام قبل كل شيء، خاصة بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، وما أقرته وصادقت عليه المحكمة الدستورية من خلال مدونة الاخلاقيات للفاعل السياسي وطنيا، والأكيد ان ما يجري في الرباط يهم مختلف المدن المغربية.

سيدي بنور، شهدت يوم امس الجمعة 09 غشت 2024، واقعة غريبة من الخيال، تعيد طرح سؤال الالتزام السياسي، واحترام التجربة الديمقراطية ببلادنا، الأمين العام نبيل بنعبدالله، وقع تزكية سياسية، كانت بمثابة ثقة حزبية، وعنوان للوفاء، والدعم في السعي نحو تدبير الشأن العام المحلي، وخدمة قضايا المواطنين والمواطنات، ثقة نبيل بنعبدالله، جرى الغدر السياسي بها، وخيانتها، هذا ان لم يكن جرى عرضها في سوق المزاد العلني لبيع وشراء الذمم.

نعم، غاب حزب التقدم والاشتراكية، الذي كان قاب قوسين او ادنى، من نيل الرئاسة، حيث كانت “أهواء” و”لغط”، تحيي إلى زمن “الحياحة”.

لم يتوقع احد، ان يغيب مرشح الكتاب ووكيلة لائحته النسائية، في يوم “الميعاد” الموعود، كم من جلسات انتخاب رئيس جماعة ونوابه، شهدت المنافسة، وحضر الجميع، وقبل الطرف الخاسر بنتائج الديمقراطية، وبادر إلى الوقوف والتوجه نحو الخصم، وتهنئته، بكل روح سياسية، كانت تلك المشاهد حقا، نخوة سياسية، تحضى بالإشادة والتصفيق بحرارة، عبر الرضى قصد المساهمة الحقة في بناء الدولة الديمقراطية.

لكن خيار عزالدين بنشامة، عبر الغياب الغير مبرر سياسيا، يفتح خانة التأويل والتحليل السياسي، لماذا غاب وتغيب، هل كان توافقا مع جهة ما، لعبت على مختلف الاوتار والحبال، كانت بمتابثة المنشار “طالع واكل نازل واكل”.

ألم يكن لعزالدين بنشامة سوابق تاريخية في الحصول على التزكيات السياسية والدخول سوق السباق الانتخابي، ثم العدول عن الإكمال إلى النهاية، حيث سنة 2015، حصل بنشامة على التزكية من ذات الحزب السياسي، حزب التقدم والاشتراكية لدخول غمار انتخابات مجلس المستشارين، إلا انه اخلف الموعد.

إذن هي أصبحت مهنة لم لا مهنة له في العالم السياسة، هل كان بنشامة يروج لنفسه ثم ينزوي إلى خانة المساومة والخروج بأقل الأرباح؟ هل فعلا يمكن القول ان بنشامة مجرد “أرنب سباق”؟

هذا واعتبر الدكتور رشيد الطالبي الباحث المختص في العلوم السياسية، ان عدم الالتزام الحزبي للفاعل السياسي هو حالة غدر وخيانة لثقة الحزب ويستلزم على المؤسسات الحزبية وفق نظامها الداخلي وقانونها الأساسي ان تعرض أعضاءها على أنظار اللجان التأديبية، وتتحلى بكثير من الصرامة والانضباط تجاه الغادرين بها من قبل المنتسبين لها، وذلك قصد الارتقاء بالممارسة السياسية والالتزام بادنى أخلاقيات العمل السياسي.

هذا وستتجه الأنظار حول هياكل حزب الكتاب، وعن الاجراءات التي سيتخذها، ثم الإعلان عن موقفه الرسمي من واقعة سيدي بنور، ناهيك عن واقعة “دلوعة” التي شوهد فيها مرشحهم الخاسر في حالة عربدة طافحة في وقت متأخر داخل محل لبيع الخمور.

فهل فعلا نبيل بن عبدالله مواكب لشأن سيدي بنور، وهل فعلا هو من وقع التزكية، وهل سيغمض عينه ويمارس سياسة “عين ميكة”، إلى حين ان يشد الرحال بنشامة صوب حزب آخر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى