أخبار العالم

الفرشة.. صناعة الوهم وسذاجة المتتبعين.. كيف أصبحت “الشوهة” تغري “صحاب الفايسبوك”.. (1/21)

حمزة رويجع

لاجريمة إلا بنص، ولاعقوبة إلا بنص، وأن أركان الجريمة ثلاثة، ركن مادي، ركن معنوي، وركن قانوني، كل ذلك ينطبق على ما يقوم به مسير صفحة “الفرشة” عبدالمجيد التنارتي القاطن حاليا بالديار الكندية، فالتشهير والترويج لأخبار ومعطيات دون وثائق ودلائل تذكر، ماعدى قصص منسوجة من وحي الخيال، وبلغة عامية “الداريجة”، تجمع عدد من الاعجابات والتعاليق “سير على الله”، المزيفة بدورها بأفة “الحقد الاجتماعي”.

إن صفحة “الفرشة”، وصاحبها الذي وقف عند أهل دكالة الشرفاء، حتى إنكشفت صورته ومحل سكناه بالديار الكندية، ومحل سكنى والديه واعمامه وأبناء عمومته بالرباط، وانكشفت أيضا نسخة من عقد زواجه، وصورة رفقة زوجته وابناءه، ووثائق تثبت افلاسه وعيشه على نفقة “شوماج”، بل حتى قصته عندما انطلقت من فرسنا، وكيف سطى على الصفحة وغدر بصاحبه، قصته من ألفها الى ياءها، أضحت لدى العادي والبادي.

لقد اعتقد عبدالمجيد التنارتي، أن دكالة مثلها مثل باقي الأقاليم التي سبق وان تورط في شبهات الابتزاز والفساد، لكن على عبدالمجيد وأمثاله ان يعلموا ان دكالة ارض شريفة، بأوليائها الصالحين وشرفاءها الراسخين في الكرم والجود، وأن تربة دكالة المعطاءة، بالحبوب والقطاني، بالخضر والفواكه، باللحوم والأجبان، ذلك الخير “الفايض”، لاشك ان عبدالمجيد سبق له ان أكل منه، فقفة المغاربة جميعا، ستجد بها شيء من الطعام القادم من دكالة، وثقافتنا الشعبية تؤكد أن “الماكلة تتخرج فالركابي”.

عبدالمجيد التنارتي، الذي سيأتي يوم ما سيختار إختيارين، إما سنجده يسلك مسطرة المصالحة مع الذات قبل المصالحة مع المجتمع، أو ربما أن الرجل سيذهب بعيدا في القادم من الأسابيع، حينما سيجد نفسه مطوقا بجرائم ثابتة في حقه، ليلعب على وثر “الانفصال” طمعا في “اللجوء السياسي”، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الافراد “محمد راضي الليلي” نموذجا.

لكن، يمكن القول، أن صفحة “الفرشة”، كشفت لنا من جديد، أفة الحقد الاجتماعي، الذي يتخلل المجتمعات البشرية، فاليوم انكشف، كيف ان الوضع الاجتماعي الاقتصادي لدى فئة معينة، خاصة الشباب العاطل، هي الفئة الواسعة المتتبعة لهذه الصفحة، بل هي المزود الرئيسي للأخبار ولو مزيفة، فغالبية الشخصيات التي نشرت عبر تلك الصفحة، تعود لمن أنعم الله عليهم من نعمه. بل حتى أولئك الموظفون العموميون وان كانو لايمتلكون سوى اجرتهم الشهرية ورزق أبائهم وأجدادهم، بدورهم تسلطت الأضواء عليهم، لانهم ببساطة ينطبق عليهم قول الله عز وجل ( يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ ) سورة البقرة الاية 274.

ثلاثة أسابيع، كانت كافية لأن تسقط صفحة “الفرشة” في أعين الدكاليين الشرفاء، لقد ابانت عن معدن نفيس، أن كل محاولات الإساءة والتشهير، لن تغني في ذلك شيء، اثبت أننا دولة حق وقانون، أننا دولة مؤسسات، أننا لانقذف الناس بما فيهم أو حتى ليس فيهم، أننا نحترم سلطة القضاء، وسلطة الإعلام.

لقد اختلط الحبل بالنابل لدى مسير صفحة “الفرشة” حول شخصيات بدكالة، لا لشيء سوى أن عدد المراسلين له من إقليمي الجديدة وسيدي بنور، ربما تجاوز عدد من يراسله من أقاليم أخرى، لكن منذ أيام ربما لم يضل احد يراسله، كون ان “الفرشة” بالفعل “تفرش”.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى