الباحثة الايطالية أليساندرا تشوشي: عرفت موسيقى “العيطة” من خلال فاطنة بنت الحسين سنة 1999
-مجلة الجديدة-
التأم باحثون ومتخصصون اليوم السبت بمدينة الدار البيضاء في ندوة فكرية سلطت الضوء على البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي لفن العيطة.
الندوة، المنظمة في إطار فعاليات مهرجان العيطة المرساوية، تناولت أيضا البناء الشعري والموسيقي لفن العيطة وأشكال أدائها.
في هذا السياق، أكد المتدخلون أن هناك توسيعا لمفهوم العيطة، لذلك لايكاد يحصل أي اتفاق حين طرح السؤال، ماهي العيطة؟ وماهو متنها؟
واعتبر المتدخلون أنه يجب قبل ذلك التمييز في التراث الشعبي الغنائي بالمغرب بين الأنواع الرئيسية الثلاثة، العيطة”، و”الساكن”، و”القصيدة”.. لكن بالمقابل اتفق هؤلاء على أن هذا الفن الشعبي المتوارث عبر عصور، والمترسب بذاكرة المغاربة، يحتاج إلى التدوين.
وأكدوا أن توثيق هذا التراث الموسيقي يقتضي نقله من المستوى الصوتي إلى فضاء الكتابة، كما يجب الحفاظ عليه من التلاشي، على اعتبار أنه يمثل جزء هاما من الهوية الثقافية المغربية.
في هذا السياق، شددت الباحثة خديجة عبد الجميل على الحاجة الملحة لتشكيل مجموعات بحث لجمع هذا التراث الموسيقي، مشيرة إلى أن هناك نصوصا يصعب على المستمع فهمها.
وأشارت إلى أن “العيوط” ظلت تحفظها نساء المغرب، على اعتبار أن المرأة هي الذاكرة الحية للمجتمع، كما يقول الاثنولوجيون والأنتربولوجيون.
من جهتها شددت الباحثة الايطالية أليساندرا تشوشي، الأساتذة بجامعة كولومبيا بنيويورك، والمتخصصة في علم الموسيقى”، أن اهتمامها بفن العيطة يرجع إلى اللحظة التي اقتنت فيها شريطا موسيقيا لفاطنة بنت الحسين وأولاد بنعكيدة سنة 1999.
وأضافت أنه من خلال البحث الميداني، الذي قمت به رفقة باحثين مغاربة، سعيت إلى التعريف بفن العيطة وأدوات اشتغالها، علاوة تقديم صورة مختلفة للتمثّلات الاستعمارية حول صورة الشيخات.
يشار إلى أن مهرجان العيطة المرساوية تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، في الفترة مابين 12-27 يوليوز الجاري.
وشمل برنامج المهرجان سهرات موسيقية لفرق فن العيطة، علاوة على ندوات وعرض أفلام سينمائية ومعرض حول فن العيطة وأجناسها وأنماطها، فضلا عن تسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق وإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل وفتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي بمشاركة رواد العيطة.