الجديدة: العدل والاحسان تخلط الصلاة بالسياسة وتنتهك حرمة مسجد إبراهيم الخليل
-حمزة رويجع-
في خطوة بئيسة، لم ينخرط فيها جمهور المسلمين، اليوم، بعد اداء صلاة الجمعة، حيث تناولت الخطبة موضوع التحلية والتزكية.
انحازت جماعة العدل والإحسان، عن جادة الصواب، لتخلط الصلاة بالسياسة، وتقيم لنفسها صلاة غائب خاصة بها، في غسيل للدماغ وانجرار للعواطف، ومحاولة في التسويق الإعلامي لموتها السريري.
فعلا، لقد كانت صلاة على الجماعة بذاتها، التي لم تقوى لحدود اليوم ان تخرج من جبة الفقيه، فلا رؤيات تحققت، ولا الخريف العربي حقق لها أمنياتها.
لكن ان تتطاول تلك الجماعة، على حرمة بيوت الله، وتحتل بهو مسجد إبراهيم الخليل، وتسمح لنفسها، في مواصلة استغلال المساجد، واستغلال القضية الفلسطينية التي تضل في وجدان الإنسانية جمعاء، فإنه امر غير مقبول.
على العدل والإحسان، ان تعيي اللحظة الوطنية التي يعيشها المغاربة، بمرور ربع قرن على اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش اسلافه المنعمين، على العدل والإحسان، ان تعلم ان الوطن يفتح المجال لجميع أبناءه ومواطنيه، وان لابديل إلا من خلال المصالحة مع الفكر النقدي، والإيمان بثوابت الأمة، والانخراط في المؤسسات.
اما مثل هذه الصور، وهذه التجاوزات فلا يقبل بها المغاربة، وان استغلال هامش الحرية المتاح، لا يعني ذلك التطاول على المؤسسة الدينية، التي تضل خطا احمرا، ولن تكون مجالا للأهواء، أما إذا ما اخترتم ان تكونو زاوية من زوايا التصوف ، فإن العابد المتنسك يكون زاهدا في الدنيا، يقيم الصلوات ويختلي بالله في الخلوات، ويناجي ربه، للعفو عن خطاياه، قبل النظر في عورات الآخرين.
فهل تبادر السلطات العمومية إلى حماية بيوت الله، وما موقف المجلس العلمي المحلي للجديدة من واقعة اليوم؟ خاصة ان الفقه المالكي له رأي في صلاة الغائب من أصلها؟