بطائق الإنعاش تفتح ملفات الفساد بعمالة اقليم الجديدة
-حمزة رويجع-
تعيش عمالة الجديدة حالة من التوتر والترقب على خلفية فضيحة “لوائح الإنعاش الوطني”، التي تحولت إلى حديث الشارع المحلي، خاصة بعد تسريب معلومات عن استفادة مسؤولين وأطر عليا من هذا الريع غير المشروع. وتشمل هذه اللوائح أسماء رؤساء أقسام ومصالح، بعضهم لا يزال في مناصب المسؤولية، وآخرون أحيلوا على التقاعد لكنهم ما زالوا يتقاضون معاشاتهم مع استمرار استفادتهم من بطائق الإنعاش عبر إعادة إدماجهم في أسلاك أعوان السلطة.
مصادر مطلعة أكدت أن المسؤول الإقليمي للإنعاش الوطني وجد نفسه في موقف حرج بسبب تورط عدد من المسؤولين في هذا الملف، حيث تتضمن اللوائح أسماء مستفيدين من الريع دون أي سند قانوني. وتشير المصادر ذاتها إلى أن بعض المسؤولين بدؤوا يشعرون بالخطر مع تعيين العامل الجديد، السيد امحمد العطفاوي، المعروف بنزاهته وصرامته، والذي من المتوقع أن يباشر عملية تطهير شاملة للعمالة.
وأشارت نفس المصادر إلى أن الفساد تجاوز بطائق الإنعاش ليصل إلى استغلال السائقين والخادمات والموظفين العموميين لتلبية أغراض شخصية لبعض المسؤولين، في مشهد يعيد إلى الأذهان مظاهر “السخرة” التي اختفت مع نهاية زمن العبودية.
مسؤولية هذه التجاوزات، حسب متابعين، تقع على عاتق الأجهزة المكلفة بالتدبير الإداري والمالي بعمالة الجديدة، التي يفترض فيها حماية المال العام والتصدي لكل أشكال الريع.
في هذا السياق، ينتظر سكان الإقليم من العامل الجديد خطوات حازمة لوقف نزيف الفساد وإخضاع المتورطين للمحاسبة القانونية، خاصة وأن هذه الفضيحة تأتي في وقت يتصاعد فيه الحديث عن تجاوزات أخرى مرتبطة باستغلال النفوذ وخدمة مصالح شخصية لبعض رؤساء الجماعات المحلية.
يبدو أن مرحلة جديدة ستبدأ بعمالة الجديدة، حيث سيكون رهان العامل الجديد هو إعادة ثقة المواطنين في الإدارة وتكريس قيم الشفافية والمحاسبة، عن طريق البداية مع اعادة ترتيب البيت الداخلي لأقسام ومصالح عمالة اقليم الجديدة اولاً.