و تستمر اخطاء الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء
مولاي عبدالله الفيلالي
يعتبر خطاب صاحب الجلالة الذي دعى فيه إلى ضرورة الخروج من المنطقة الرمادية، في خصوص الموقف من الصحراء المغربية، إشارة للدفع بهذا الملف الذي أوشك غبار رفوف الأمم المتحدة حجب قوة حجته، بوجود دولة مسلمة جارة تأبى كلما حاولت الضمائر الحية نفضه و إدخاله إلى أرشيف القضايا المنتهية، دائما بحجة الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير، و تصفية الاستعمار.
تصفية الاستعمار عبارة ألفها العسكر الجزائري و تبغبغ في ترديدها كلما أثير الموضوع و كانت بمثابة الكلمة السر للخروج من المأزق الذي و ضع نفسه فيه بعدما تخلص منه النظام الليبي السابق في شخص القذافي، عبارة دائما ما يرددها تباعا بعبارة “الجزائر بعيدة كل البعد عن المشكل”.
لازم التذكير هنا لسيكلوجية الأحداث و كيف ظهر البوليساريو، الأمر لا يعدو كون مجموعة شباب مغاربة حاولوا يوما ما رفع السلاح في وجه المستعمر الاسباني فراحوا إلى الرباط من أجل التجنيد و التسلح فتصدى لهم أعضاء حكومة لا زالوا منتشين بخروج المستعمر الفرنسي من الوسط و الشمال و الشرق، رأوا في هؤلاء الشباب اندفاعا و عوض احتضانهم و محاضرتهم، عنفوهم و ضربوهم كما يحكي السالك و هو أحد أبرز المؤسسين للجبهة الوهمية التي لم تكن في الأول سوى ردة فعل انتقامية ضدا في أعضاء من الحكومة من بينهم علال الفاسي سنة 1972.
ركبت الجزائر بعد القدافي على الحدث و اتضح اليها ان الأمر جد مهم و كبرت اطماعها من أجل الحصول على اراضي أخرى توصلها إلى المحيط الأطلسي بعدما توسعت لصالحها فرنسا في الشرق بعد معركة ايسلي و التي خاضها المغرب دفاعا عن المقاومة الجزائرية، حيث ذاق الهزيمة فكانت معاهدة للا مغنية إما ان يسلم المغرب المجاهد عبد القادر الجزائري او السماح لها التوغل في اراضيه.
فما كان من المستعمر الا ان توسع على حساب المملكة لأنه كان يؤمن بالجزائر ارض فرنسية لن يخرج منها.
اليوم الجزائر تحتفظ لنفسها بهذه الأراضي المغربية في الشرق و تقيم الذكرى لعبد القادر.
فما هي أوجه أخطاء الدبلوماسية المغربية يا ترى في إكمال ترابه؟
كل المواثيق الدولية تنص بشكل صريح و هذا بالطبع مسجل بالأمم المتحدة على ان تصفية الاستعمار و إرثه و عودة الأرض لأصحابها ترسمها حدود ما قبل دخول الاستعمار و يعاد الترسيم الحدودي على هذا الأساس كما على الدولة المستعمرة الإشهاد على ذلك.
خرج المستعمر الاسباني و شهد مؤخرا ان الارض كانت مغربية و اليوم الترتيبات عن قدم و ساق من أجل تسليم إدارة الملاحة الجوية بالأقاليم الجنوبية إلى السلطات المغربية فماذا ننتظر من وضع الملف الخاص بتصفية ملف الاستعمار الفرنسي بالأقاليم الشرقية التي لا زالت الجزائر تحتفظ بها زورا و هي من تدعي الدفاع عن تحرير الشعوب.
الحجة بالحجة تذكر أين كان حكام الجزائر لما تقدم المغفور له محمد الخامس و بعده المرحوم الحسن الثاني بالأمم المتحدة بمذكرات دفاع على الشعب الجزائري قصد تخليصه من براتن الاستعمار أين كان حكام الجزائر لما تقدم دوغول بالامم المتحدة و لم يذكر اسم الجزائر بالحرف لم يعترف بشيء اسمه الجزائر قال نقبنا و و نحن من وجد البترول و الغاز بالصحراء و يجب أن نستغل ذلك. لكن ملكي المغرب ردوا عليه كلامه لا وجود لحكام جزائر انذاك اللهم بعض من المجاهدين تحصنوا بالمغرب ليخرجوا فرنسا.
اليوم السمع و الطاعة لفرنسا و لا عودة مع المغرب، بالأمس فرنسا قتلت مليون شهيد جزائري و بالأمس القريب كذلك الجزائر تطرد في عز عيد الأضحى مغاربة من الجزائر و تشتت الأسرة التي تجمع المغربي بالجزائري. لكن الكفر ملة واحدة فحتى صدام حسين اعدم يوم عيد الاضحى.