أخبار العالم

الفيلالي يكتب حجة تبون لبن قنة

مولاي عبدالله الفيلالي

عاش المغرب الكبير قديما عدة اهتزازات استعمارية من مركبات اجتماعية عرقية اخذت توثيقها التاريخي من وضع قدمها بهاته المنطقة المهمة من حيث تموقعها الجيو اقتصادي، ويجرنا الحديث كثيرا هنا لذكر المكونات الثلاث التي رسمت الخريطة الأصلية للمنطقة. نذكر فينيقيا شرق البحر الأبيض المتوسط وقرطاج في إفريقية (تونس حاليا) في حين يقع المغرب في الشمال الغربي من قارة إفريقيا، لكن الوثائق التاريخية تسرد بعض الحقائق المهمة هنا، فحين تذكر المغرب في هاته المرحلة حيث كانت التجارة الشغل الشاغل جميعها تزمع على الخط التجاري المغرب مع بلاد السودان هذا التبادل التجاري المهم كان سببا في إثارة شهية الفينيقيين و بعدهم القرطاجيين من احتلال المغرب ليأتي بعد ذلك الاحتلال الروماني منذ القرن 12 قبل الميلاد.
لكن احتلال المغرب لم يرقى لتصنيفه استعمارا نظرا لبنيته الاجتماعية آنذاك التي كانت عبارة على مجتمع قبائلي بربري، لكن بعدما أخذ المغرب شكله التنظيمي دولة، عرف مصطلح مستعمرة.
عاش المغرب اخر استعمارا له من طرف فرنسا بالشمال و الوسط و اسبانيا بالجنوب، لذلك كان حرص المغرب على نزع اعتراف اسبانيا على مغربية الصحراء مصيريا، لكن الأخيرة كانت تصر على ضبابية الموقف لتبقى في منزلة بين المنزلتين، منزلة استغلال الغاز الجزائري الطامعة في استئصال هذا الجزء من المغرب من أجل فتح باب على المحيط الأطلسي و منزلة استغلال المدينتين السليبتين و الجزر المستعمرة و ترك المغرب موردا اقتصاديا لسبتة و مليلية.
فاعتراف اسبانيا هو مهم للغاية من أجل إنهاء مشكل الصحراء الذي عمر طويلا و أصبح اطول ملف في ردهات الأمم المتحدة، و أهمية الاعتراف مستمدة من كون اسبانيا دولة مستعمرة اي هي المخول لها إعطاء اضاحات حول وضعية المنطقة عند الدخول، ولأن الحقائق كانت ظاهرة للعيان أبت اسبانيا كل مرة مناقشة الموضوع حرصا على مصالحها من استمرار الوضع على ما هو عليه، إلى أن جاء موضوع بن بطوش الذي أوقع الجزائر في الخطأ تزامن ذلك مع خطاب جلالة الملك محمد السادس التاريخي الذي دعا فيه بكل وضوح إلى أمرين اثنين مهمين ابانوا على حنكة الملك مما جعل المنتظم الدولي يلتفت منبهرا إلى قطب لم يعد ضعيفا اسمه المغرب، فكان قرار الملك ترسيم الحدود البحرية و طلب ممن كانوا يتظاهرون بصداقتهم للمغرب أن يعطوا جوابا واضحا من مغربية الصحراء.
سقطت الجزائر في فخ أعمالها و جرت في مجرى سيولها الغبية اسبانيا، فكان المغرب هذه المرة في الموعد أزال كل الشوائب من طريق السيول حتى تذهب بالاثنين إلى برين منفصلين من الأمان.
عند سؤالي لأحد المغاربة المقيمين بإسبانيا عن رأيه في الموضوع أجاب بكل تلقائية صبرنا لكن اليوم الاسبان سيحترموننا، وهذا مغرب كنا نحلم به و سنحبه أكثر عندما ينجح ساسته في ازدهاره داخليا حتى إذا استفتينا الجزائريين أنفسهم اتفضلون حكاما جزائريين ام مغاربة يقولون هل كانت هناك دولة اسمها الجزائر في عهد الفينيقيين و القرطاجيين و الرومان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى