مجلس جماعة اسفي على صفيح ساخن
مولاي عبدالله الفيلالي
تعطل القلم بعدما وضع النقطة للعودة للسطر، بعدما لاح في الأفق تضارب الأفكار و التحاليل حول ما جرى و ما قد يجري في ظل مجلس جماعي اقل ما يمكن نعته “مجلس الجنون”.
العارفين بالسياسة بالطبع يدركون حقيقة المقولة الشهيرة ليس هناك عداوة و لا صداقة دائمة في السياسة، كما أن الظروف قد تخلق اسكيزوفرينيا لا إرادية داخل الشخص، غالبا ما تغلب عليها الشخصية الأصلية النابعة من الأصل و الفصل.
ساكنة آسفي تفرقت بها سبل الرأي واختزلت مستقبل وقضية مدينة بكاملها، في الشيء الوحيد الذي اتحدت حوله وهو حرب بين الرئيس و نائبه الأول.
حطت الحرب اوزارها وبما ان لكل حرب غنائم و خسائر، كذلك كان للقلم و العدسة وجهين، اصحاب اليمين واصحاب الشمال، ممن يدقون طبول الحرب حتى بعد نهايتها الذين يقتاتون على الجيف فكلما طالت الحرب كثر التمكين، “الرئيس انبطح” “الرئيس بكى” وووو “الياس مشى عند العامل” “كودار قال لإلياس”.
ثم جاء اليوم الموعود دورة ماي الأبواب موصدة في وجه اصحاب الميمنة واصحاب الميسرة، قرار من السلطة الوصية كان بالفعل حكيما لأن من كان ينتظر الحضور من آكلي الجيف ضرب أنفه مع الزجاج.
مرت الدورة و مرت النقاط التي امتنع النواب عن التصويت لصالحها سابقا ثم عاد اليسار إلى موضعه وجانبهم الاسلاميون في غيابات المعارضة.
عادت البلقنة من جديد، فريق من أجل آسفي بقي في موضعه يشكل الاغلبية داخل التنظيم الواحد يراقب الأمر واستمر أعضاءه في خطابهم دون فسخ جلدهم مخاطبين الجميع بعبارتهم الشهيرة التي سيكتب التاريخ حروفها “نحن مع الرئيس ان كان مع المدينة وضد الرئيس ان كان ضدها”، عبارة تنم على مدى وعي هؤلاء الذين أبوا يوما المزايدة والمقايضة على مصالح المدينة.
نحن مع الرئيس ان كان مع المدينة وضد الرئيس ان كان ضدها
استحقوا فعلا لقب الأبطال رغم نعتهم ان قائدهم أمي فإن كان الأمي بهذه الحنكة اللهم اجعلني أمي.
بالطبع العبرة بالنتائج اليوم لا حجة و لا ملاذ، خدمة مصلحة المدينة أصبح ضرورة ملحة في ظل الميزانية المهمة المرصودة من الجهة اللهم ان قدر الله و غضب لنا مرة أخرى عنا رئيس الجهة.