بين الشهوة والمسؤولية: مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد.. يأكلون الغلة ويسبون الملة
-حمزة رويجع-
أصحاب مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد، وفي كل مرة يُطرح فيها الجدل، حول طبيعة نشاطهم ومدى مشروعيته، يجدون أنفسهم في مواجهة اتهامات ثقيلة، فهم لايبحثون الا عن مراكمة الأموال، والحنين الى أيام “السيبة”، وأيام “200درهم”، فهم، على ما يبدو، لا يضعون جانباً إلا استثماراتهم المنفوخة ب”البرد” في هذه الأماكن، ولكن يبدو أنهم لا يراعون أي اهتمام بالمسؤوليات المجتمعية الملقاة على عاتقهم.
لا يخلو يوم من انتقادات حادة التي تطال مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد، ليس هذا فحسب، بل يتبين أنهم لا يقومون بتصريح عمالهم لدى صندوق التأمين الاجتماعي CNSS، ويضعونهم اليوم في الواجهة من اجل استعطاف فاشل لوزارة الداخلية.
أصحاب مقاهي الشيشة ليسو بأرباب مقاولات مهيكلة، فهم يظلون عالقين في دوامة عدم تطوير محلاتهم أو تحديثها، بالإضافة إلى إنعدام تقديم خدمات مطعمية، وتجاهل تجديد الأثاث أو تحسينه، أكثر من تقديم “معسل” ذو جودة رديئة واثمنة مرتفعة.
هؤلاء الأشخاص، يبدو أنهم لا يلتجؤون إلى الصحافة إلا عندما تتعلق مصالحهم، ليستنجدوا بمظلة الإعلام لتقديم صورة إيجابية عن أنشطتهم، ولكن في النهاية يلقون باللوم على الآخرين في مسائل السلبية والانتقاد.
يبدو أن الكولونيل الماجور سمير العربي، قد أثبت بفضل جهوده المبذولة، من إعادة الاعتبار لمنتجع سيدي بوزيد، وأعاد تربية مجموعة من الشباب عبر ترسيخ مبادئ احترام الفضاء العام المشترك، وان كل انسان يعشق “النرجيلة” او المشروبات الكحولية فعليه بالتحلي بالمسؤولية أولا، ثم البحث عن فضاء خاص.
إذا ما أراد أصحاب مقاهي الشيشة، البقاء جزءاً من المجتمع، عليهم أن يتعلموا من الأمثلة الناجحة بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، فقد يكون الحل في تحفيز هذه المقاهي على القيام بدورها الاقتصادي هو الالتزام بالجودة والتطوير، بدلاً من الإهمال أو تصبح فضاءا للقاء صغار الاتجار الدولي للمخدرات بساحل دكالة، أو غيرها من الممارسات التي سنأتي لتسليط الضوء عليها مستقبلا.
منتجع سيدي بوزيد بحاجة لمستثمرين سياحيين وازنين، يضعون على طاولة السياح المغاربة والأجانب، الطعام الجيد، بجانب الشراب الجيد، ثم الترافع من اجل النرجيلة الجيدة.