أخبار العالم

بلا عنوان.. اليوم العالمي لحرية الصحافة

-حمزة رويجع-

نحتفل اليوم، بيومنا العالمي لحرية الصحافة، ومن حقنا ان نفتخر بأنفسنا وبمهنتنا، التي اضحى الجميع يريد ان يلج إليها، وينتسب بشرفها وسلطتها، فمهنتنا أضحت ملكية مشاعة، الجميع أصبح صحفيا، سواء بهاتف نقال او ميكروفون، او حتى حساب شخصي على منصات التواصل الاجتماعي.

نعم، هذه مهنتنا، التي يريدها الجميع، ويسبها العديد، منهم من يصفنا ب”المرايقية”، وقليل من يقرئ ما نكتب، فغالبية من يسب قبيلتنا، هو انسان غيور حقود لدود، يريد ان يصبح مثلنا، يريدنا ان ننمحي من الوجود، فكل معضلات العالم سببها نحن قبيلة الصحافة، نحن سبب الحرب بين حماس وإسرائيل، ونحن السبب في تراكم الأزبال بمدينة الجديدة، ونحن السبب في عرض عقارات بلدية الجديدة في سوق النخاسة، ونحن من همسنا في اذن أبا تراب لشراء سيارتين ب120 مليون سنتيم.

نعم، هذه مهنتنا، لن نقول اننا صحفييون مهنييون، وان اجورنا الرئيسية هي من سوق الاشهارات المعدوم، وحتى اذا ما ناضلنا وحققنا مكتسب، فإن مناضل “كوبي كولي”، سيأتي من ورائنا، ويرفع شعار “حقي تأنا”، لن نقول اننا صحفييون مهنييون، ولن نتكلم بعد هذا عن اخلاقيات مهنة الصحافة، ولن ندافع عن أنفسنا، ولن نجمع شتات شملنا، ولن نوحد كلمتنا، ولن نقوم بأي شيء.

نعم، هذه مهنتنا، يمارس معنا الزملاء من مختلف العشائر والقبائل، معنا الأمي والفيلسوف، معنا “رقيق والغليظ”، معنا “لملعق والمزلوط”، معنا الجميع، نحن خليط غير متجانس، ويصعب خلطه بالخلاط “الجلاط”، لأننا بكل بساطة “شلاضة”، نعم، نحن سَلَطَة متنوعة مغربية وغربية، لذيذة بالتوابل والنسائم.

نعم، هذه مهنتنا، سنأسس النقابة، ثم “نُفرتِكها”، وسنأسس الجمعية، ثم “نُشتتها”، وسنأسس المنتدى ثم ننصبه فوق مشرحة الإعدام.

نعم، هذه مهنتنا، لحومنا ودمائنا حلال بيننا، نهبش في الأعراض، ونسب الملات، صكوك اتهامنا جاهزة، واحكامنا منفذة قبل النطق بها، باسم الإشاعة والكذب والبهتان.

يا معشر قبيلة الصحافة، لن تغني صرختي ولا صراخ من سبقني او من سيأتي بعدي من شيء، سوى أن يهتم كل صحافي يدعي انه صحافي، بقلمه، وأن ينير الظلام بنور حروفه، فالفرق بيننا اليوم، ليس بالتقوى او الإيمان، ولكن ماذا تكتب اذا كنت فعلا تكتب؟؟

يا معشر قبيلة الصحافة، شاهدوا من جديد فيلم “الرسالة” للمخرج السوري مصطفى العقاد، الذي ساهم المغرب في انتاجه بأزيد من 3 مليون دولار وصور بوارززات، شاهدوا الفيلم من جديد، وكيف إستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، ان يجعل الأخوة بين المهاجرين والأنصار.

يا معشر قبيلة الصحافة، اليوم نكمل 10 سنوات على تأسيس جمعية الإعلام بإقليم الجديدة، خلالها ولدت تجارب عديدة، ولازالت الجديدة قادرة على الولادة، وستلد لنا في السنوات القادمة المزيد من الأولاد والبنات.

إنها حلقة مفرغة، ستدور دوران الجاذبية، ولن يعيد لهذه المهنة جلالها وقدرها، إلا ممارستها بالمهنية العالية والأخلاق النبيلة، وطرح الملفات الساخنة على جدول الرأي العام.

اما المتاجرين بقطاعنا من قطاع الطرق ولصوص المال العام، الذين استباحوا قطاعنا ظلما وعدوانا، وفخخوا طرقه وممراته بالألغام والنعرات النفسية، فإعلموا ان يومكم آت لا محالة، فأمثال الناصيري وغيره شر نموذج لكم، حينها لاتنفع صحافة ولاهم يحزنون الا من اتى قاضي التحقيق بملف نظيف.

ولكي اختم ببارقة الأمل، فنصف الكأس لازال مملوء، لأقول، في يومنا العالمي لحرية الصحافة، عيد عالمي سعيد لنا جميعا، ولي كل اليقين ان الغد خير من سابقه، وأن شمسا ساطعة ستشرق مجددا، حيث نشر الحقيقة أولا وآخرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى