أخبار العالم

لا للمساس بمؤسسة العامل.. يا رئيس المصارعة؟؟

حمزة رويجع

يقول المثل الشعبي المغربي “دقان في الخامية متيسمعش”، ويبدو ان رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة، سارع الى الخلط من جديد بين الإجابة حول الغياب الكبير للمنتخب الوطني للمصارعة في فئة أقل من 17 سنة عن البطولة العربية للمصارعة بالأردن، والحنين الى البث المفتوح بين الجديدة والدارالبيضاء، عبر توجيه الادعاءات بالنفوذ الوهمي والتهديد بالتقاط الصور، وغيرها.

ليلة أمس، كانت تصريحات رئيس جامعة المصارعة، أشد وطأة، لن نقوم بالترويج لها من جديد، عبر قلمنا من خلال هذا المقال الصحفي، لكننا ملزمون من جديد، أن نواصل الهمس في أذن رئيس المصارعة، بالقول ان نزالاتك في الأصل هي على بساط رياضة المصارعة، لا أن تعيش في الأوهام لتجدد كل يوم تأكيد الجملة الشهيرة للمكتب المسير لفريق إتحاد طنجة “المهووس بمطاردة نجاحات وهمية تغطي على فشله الذريع في تدبير الشأن الرياضي”.

لكن توزيع الاتهامات بالدسائس والمؤامرات، وانقلاب السحر على الساحر، وتبادل الأدوار، وغيره من الكلام المفتوح على عواهنه، لا يمكنه ان يمر مرور الكرام، وبدون مسائلة إعلامية، ونحن مهتمون بمتابعة سلوك رئيس جامعة المصارعة، بعيدا عن المسائلة القانونية، التي ليست من اختصاصنا، انطلاقا من ايماننا التابث بكونية حقوق الانسان، وان الصحافي المهني، يواجه الفكر بالفكر حتى اذا ما ارتقى الى مستوى ثقافي مرتفع يمكنه أن يدلي برأيه، لكن داخل دوره الأساسي أولا في نقل الاخبار والوقائع، لا ان تتحول صحيفته الالكترونية الى لسان المتصارع، دون أداء مهمته الصحفية الغائبة.

وعليه فإن تصريحات رئيس جامعة المصارعة الموجهة الى مؤسسة العامل بإقليم سيدي بنور، تضل ملزمة للسان الذي نطق بها، والأكيد ان هبة الداخلية ووقارها، لن يمنح الفرصة لأحد، بإصدار بيان حقيقة، حول كراء “الحْنَاك” لفائدة “المخزن”، الغريب ان سنوات الرصاص كان المخزن متهم في “تصرفيق الحناك” من خلال درب مولاي الشريف وسجن “الصوار” بالملاح.

أن يتطور “المخزن” الى كراء ” الحْنَاك”، فهذا تطور حقوقي ومؤشر له دلالات، خاصة اذا كان “الحنك” يخص صاحب الرتبة الأولى عالميا وإفريقيا، الذي ادعى أنه إبن “المخزن” بدون اجراء الحمض النووي لتبوث النسب من عدمه.

إن مؤسسة عامل إقليم سيدي بنور، إستطاعت أن تبصم على إنجازات تنموية، وسط عقلية مجتمعية لها خصوصيتها، تحكمها تقاليد واعراف اجتماعية بنورية خاصة، العامل إستطاع بدهاء بارع، أن يحقق المستحيل، الطريق السريع، الطريق المحوري، أزمة الماء، سوق المتلاشيات، المؤسسات الجامعية، منصة الشباب، ترحيل القرية الى المدينة، التي حاول قلة من أصحاب الفكر المتطرف الإرهابي التموقع بها، لولا اليقظة الأمنية، للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني سنة 2019، عبر تفكيك خلية إرهابية أعلنت ولائها لتنظيم “داعش”.

 لذلك فالذئاب المنفردة التي أضحت تملأ قنوات “اليوتوب” و”الفايسبوك” وتطلق لسانها على عواهنه “هارا الفم وقول”، لاتعلم خطورة خطابها المصبوغ بالتحريض على الكراهية، والذي ينذر بجرائم جنائية، إن لم يتم الإلجام والتنبيه، فالتحريض ضد بيع المشروبات الكحولية او الممزوجة بالكحول، هو تحريض على العنف واثارة الفوضى والمساس بالنظام والأمن العام، والشاهد ان الفقر والهشاشة الاجتماعية هما الحضن الواسع لخطاب الكراهية.

لسان مفتوح على عواهنه، هو تدخل صارخ في اختصاصات مؤسسات أخرى، خاصة اذا ما ضل التكرار اليومي في ترويج خطاب الكراهية ونظريات المؤامرة التي لا تعشعش الا في لسان صاحبها.

في المغرب، تباع سنويا 40 مليون قنينة خمر، حيث تربح الحكومة من عائدات استهلاك المغاربة للخمور حوالي 2 مليار درهم سنويا، وهي الارباح التي بفضلها يتم دفع أجور الموظفين.

الخطير، ان الفصول القانونية التي تسمح باستهلاك الخمر لغير المسلمين، وتجرمه على المغاربة، يروج البعض انها مستمدة من الشريعة الإسلامية، والواقع، انها فصول جرى التنصيص عليها خلال الحماية الفرنسية من طرف المشرع الفرنسي لضبط المغاربة، وكانت خدعة من ليوطي بهدف جلب استعطاف الفقهاء كإحترام منه للمعتقدات الدينية.

ختاما، نحن اليوم امام ورش الحداثة المسؤولة، التي ترفع من القيم المغربية الاصيلة، منارة أصيلة في اعداد الفرد والمجتمع، من اجل دخول ركب الدول الصاعدة، ولن ينطلق ذلك، إلا من خلال ان يهتم كل فرد بشؤونه ويقوم بواجباته المهنية، والأهم ان يروض لسانه.

صدق الشاعر من البحر الوافر القول حينما قال:

وجُرْحُ السيفِ تأسوه فيبرا

وَجُرْحُ الدَّهر ما جَرحَ اللسانُ

جِرَاحَاتُ السّنانِ لها التئامٌ

ولا يَلْتَامُ ما جَرحَ اللسانُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى