أخبار العالم

الزيارة الميمونة.. ربط الماضي بالحاضر وضمان الأمن المائي للأجيال القادمة

-حمزة رويجع-

في نظام وإنتظام، وكأنها المسيرة الخضراء المفعمة بقيم المحبة الصادقة لأهداب العرش العلوي المجيد، تلتحق في هذه اللحظات قبائل وعشائر دكالة، الى منطقة المهارزة الساحل، كأنها تربط الماضي بالحاضر، تربط الماضي وهي تمر بجنبات أرض المجاهدين بمدخل الطريق السيار للجديدة، حيث قاد السلطان محمد بن عبدالله العلوي (1769 ميلادية)، حملة تحرير مدينة الجديدة من يد المستعمر البرتغالي، وها هو الملك المفدى سليل الأسرة العلوية الشريفة، جلالة الملك محمد السادس (2024 ميلادية)، صاحب الطلعة البهية، والنظرة الكريمة، يقود مسيرة النماء والازدهار، عبر ضمان الأمن المائي لشعبه الوفي.

هو لقاء الوفاء الثابت الذي يجمع الملك بالشعب، في بيعة متجددة، ففي صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من مات، وليس في عنقه بيعة، مات مِيتة جاهلية”.

إن تاريخنا الدكالي، غني بالأحداث والوقائع، ان اجدادنا كانوا عنوان للوفاء، وحتى المثل الشعبي السائد أن “دكالة رجالة.. في الكسعة وكالة وفي السما ركالة”، تثبت قيم وفاء أهل دكالة للعهود، واعتنائهم بصحة الذات المؤتمنة، وبالبسالة في الجهاد عبر اطاعة أولى الأمر منا، لذلك فمختلف “الحْرْكَات” التي كانت تأمر بها القيادة السلطانية المركزية في مواجهة “بلاد سيبة” كانت تنطلق من دكالة، حيث الخير الوفير في الزاد والمؤونة، بالإضافة لوفرة الرجال وشدتهم.

وهنا ادعوك أيها القارئ العزيز، الى مشاهدة مسلسل “المجدوب” لمخرجته فريدة بورقية، الذي بث على القناة الثانية في رمضان 2009، وهو متاح عبر منصة “اليوتيوب”. وهنالك سترى كم هو مجد المغاربة شامخ في عنان السماء، وكم هي فريدة تلك العلاقة التي تجمع قبائل دكالة بالسلطة المركزية. دون ان نغفل ذكر العلامة ابي شعيب الدكالي والحظوة الخاصة التي حظي بها داخل القصر الملكي العامر.

نعود للزيارة الملكية الميمونة، فهي تأتي في سياق إعطاء انطلاقة اشغال انجاز محطات تحلية مياه البحر، وهو اكبر مشروع في القارة الافريقية، حيث يهدف الى انتاج 300 مليون متر مكعب من مياه الشرب سنويا، بكلفة استثمارية إجمالية تقدر بقيمة 11 مليار درهم، حيث الموعد النهائي المقرر لتشغيل المرحلة الأولى هو سنة 2026.

لذلك، فهو مشروع استثماري استراتيجي يضمن حقوق الأجيال الحالية والقادمة، نظير السياسة الرشيدة التي تبناها الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، عبر تشييد السدود.

مشروع المهارزة الساحل، هو اكبر مشروع لتوفير المياه، لأكبر تجمع سكاني في المملكة المغربية، عبر محور الدارالبيضاء الجديدة، وبالتالي تخفيف الضغط على مصادر المياه المعتادة، المخصصة في المستقبل للزراعة وتربية المواشي.

حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والسلامة وطول العمر، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى