حكمة نجيبة جلال وجهالة حميد المهداوي
-حمزة رويجع-
بعدما كشفت الصحافية المتألقة نجيبة جلال، بالأدلة من هو جمهور متتبعي اليوتوبر المهداوي المختبئ وراء البطاقة المهنية للصحافة، حيث اعتمدت على مصادر علمية تقنية موثوقة، وأظهرت ان 76.91 بالمئة من متتبعي المهداوي هم من جار السوء الجزائر، نجيبة جلال، كشفت بالدليل القاطع ان مداخيل اليوتوبر المهداوي تفوق 40 مليون سنتيم شهريا.
فقط هذه المعلومتين الأساسيتين كافيتين لفهم وتحليل الخطاب الذي يبتناه المهداوي، فهو يحمل معولا لهدم كل شيء، كما هدم “الفيلا” الفاخرة التي شيدها بشكل عشوائي بدون تراخيص، العقدة الجزائرية تروج لخطاب المهداوي من وهران الى تمنارست وصولا الى تندوف، والمهداوي يجني وراء ذلك مداخيل “الأدسنس”، فكانت تجارة مربحة على حساب المصالح العليا للدولة.
تأسفت كيف ان للمهداوي أناس مغرر بهم، يشتغلون تحت امرأته، وبدوره يخدم أجندة خارجية معادية، هدفها المساس برموز مؤسسات الدولة المغربية، حيث انكشفت خيوطها وغاياتها الخبيثة، وهم أعضاء البنية السرية الحقيقية الذين عرتهم نجيبة جلال في سلسلة برنامج “شن طن”.
بكل صدق هنالك تحديات تنموية كبيرة في طريق مغرب 2030، ونحن مقبلين على احياء ذكرى ربع قرن لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش اسلافه المنعمين، يتضح كم حقق المغرب من إنجازات استراتيجية وطنيا وافريقيا ودوليا.
لكن، هنالك مندسون بيننا، يدسون السم في العسل، عبر خطاب تحريضي نحو الكراهية، يرغبون في ان يمنحوا لأنفسهم سلطة فوق جميع السلط، ولو كانت مفاتيح الجنة بأيديهم، لأغلقوها على الجميع، ورمونا في نار الجحيم ليتلذذوا بالمشهد السريالي، وحال لسانهم انه ذاهب بهم الى صراط عسير في الدنيا قبل الاخرة.
المهداوي انسان حاقد على المجتمع المغربي وعلى الانسان المغربي وعلى كل ماهو مغربي، حينما جرى اعتقاله وادانته بثلاثة سنوات سجنا، إعتقد مخطأ ان المغاربة سينتفضون في منطقة الريف للإطلاق سراحه، لذلك فهو حاقد، يبحث عن مآسي المغاربة وتصريحاتهم العفوية، ويمارس الشذوذ الفكري، عبر تغليف أي احتجاج بنار الحقد والمَسكَنَة.
المهداوي مكانه الطبيعي ان يحجز مكتبا في قصر مُرَادية الجزائري، فهو يقدم خدمة مقابل 40 مليون سنتيم شهريا، عبر عائدات “الأدسنس” للجمهور الجزائري الذي يتابعه ويتلذذ بما يتفوه به من حماقات المهداوي.
رفع ولي العهد مولاي الحسن، راية الوطن خفاقة لأول تدشين له، بعد بلوغه سن 21 سنة، عبر اطلاق مشروع تشييد اكبر محطة تحلية مياه في افريقيا، بداية هذا الأسبوع، من منطقة دكالة، وهو مشروع وطني استراتيجي يسعى لتحقيق الأمن المائي والسيادة المائية للأمة المغربية.
المهداوي لم يلتفت لهذا الإنجاز الكبير، الذي سارعت كبريات الجرائد العالمية الى تسليط الضوء حوله، كما لم يلتفت المهداوي، الى مختلف الإنجازات التي تسير المملكة المغربية بخطى ثابتة نحو تحقيقها.
نتحمل المسؤولية كصحافيين ومواطنين، في ان نواجه خطاب الكراهية، بخطاب الحلول، وان لا نعتقد ان “الدولة” تكتفي بالمشاهدة، فوقت الحساب قادم مما لاشك فيه.
اتذكر دائما خطاب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، امام امير المؤمنين في ليلة احياء المولد النبوي الشريف الأخير، حينما تحدث عن القيم والأخلاق، وعن دور التبليغ في الحياة اليومية للناس، في باب الحرص على اكل الحلال، وإعادة بناء التبليغ حول حياة مندمجة تخدمها جميع اشكال أنواع الخطاب بما فيها الخطاب الإعلامي.
وهنا يكمن دور الصحافة المهنية الجادة والموثوقة، في مواجهة خطاب الكراهية، وخطاب الأحقاد والدسائس.
الزميلة نجيبة جلال، نعتبرها أستاذة في الصحافة والاعلام، فهي امرأة مغربية قوية، استطاعت ان تواجه الظلاميين، والمستبدين الجدد، فضحت أعضاء البنية السرية الحقيقية، وفككت خطابهم، بل هدمت معبدهم، وكبيرهم الذي علمهم السحر.
لذلك فهي منتصرة في المعركة بدون أسلحة، والانخراط ضمن معسكرها، هو واجب مهني وطني، كما ان باب الثوبة النصوحة يضل مفتوحا للضفة الاخرى، فالوطن غفور رحيم بأبنائه، الذين غرر بهم في قضية الوحدة الترابية، كما ان الوطن شديد العقاب، لمن لا ثوبة له، ولازال يواصل خدمة الأجندات الخارجية المتآمرة على مملكة الشرفاء.
لقد ابانت نجيبة جلال عن حكمة بليغة وهي رئيسة بيت الحكمة بالمغرب، حينما واجهت احتجاج تحريضي ضد مؤسسة رئاسة النيابة العامة ومحاولة فاشلة للمساس بإستقلاليتها، الحكيمة نجيبة واجهت الجهالة، عبر تنظيم ندوة صحفية حيث الرزانة العلمية كانت حاضرة، والمجهود الحقوقي الميداني في الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان كان حاضرا.
بينما واصل حميد المهداوي حماقاته ليجدد مكانته ضمن خانة الجاهلين المغرضين، لأن “الحكمة” تكون مؤلمة في حق الغباء والتيه والضلالة.