دموع الصعود تأكيد لما في القلوب والعقول تستوجب الوقوف
-حمزة رويجع-
دموع المحبة سالت بشكل كبير زوال الأمس، إثر عودة الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، الى القسم الأول بالبطولة الوطنية الاحترافية، دموع تأكد مرة أخرى، مدى ارتباط أبناء وساكنة إقليم الجديدة، بفرسان دكالة، هي دموع المحبة كما اسميناها في بداية المقال، وعند أهل التصوف المحبة تؤدي إلى الوحدة بين البشر، وأينما حلت الوحدة تحققت الإنجازات، وكلما كان التفرقة والتشتت يتحقق الفشل.
بعد الدموع والعواطف، يحل العقل والمنطق، من اجل الوقوف، وقفة التأمل والتقييم، بهدف التخطيط على المدى القريب والمتوسط على الأقل.
لقد اثبت مجموع العقلاء بدكالة، الذين بادروا الى وضع خطط بديلة، وعرض برامج استثمارية بديلة، مباشرة بعد سقوط الفريق الى القسم الثاني، اثبتوا عقلانيتهم، حينما اختاروا “الصمت”، بعدما رفع رئيس الفريق عبداللطيف مقتريض شعار “انا هبطتها انا نطلعها”، وبعدما التقطوا الإشارة من مؤسسة العامل.
كانت لنا جرأة في مسائلة الرئيس حينها، هل العامل السابق محمد الكروج هو السبب الرئيسي في سقوط الفريق الى القسم الوطني الثاني؟
لذلك سنطرح السؤال مجددا بصيغة اجمل، هل العامل الحالي محمد سمير الخمليشي هو السبب الرئيسي في صعود الفريق الى القسم الوطني الأول؟
إذن، اين نحن من الاحتراف، ومن التسيير الرياضي المبني على النتائج، إن أهم شيء في الرياضة، هو توسيع قاعدة الممارسة بين الشباب وانتقاء المواهب، فإنتقال اللاعب وليد ازارو من الدفاع الى الأهلي المصري سنة 2017، حقق عائدات مالية بقيمة مليار و400 مليون سنتيم، مع احتفاظ حق الفريق في نسبة 20 بالمئة اذا ما انتقل الى فريق اخر.
نحن، امام صناعة بحد ذاتها، تستلزم حكامة رياضية، وشفافية كبرى في التسيير، بل اكثر من ذلك الى رؤية واضحة، يتملكها جميع مكونات الفريق.
أبرز خطيئة لمسيري الدفاع، أنهم منذ توليهم زمام الأمور، بنوا أسوار عاتية على محيط الفريق، وأضحى كل صوت ناقذ، سواء بأدب او بغيره من السب والشتم خلال مباريات الفريق، تواجه بالشكايات والملفات القضائية.
لقد قتلوا في لحظة من اللحظات حتى الحق في الحديث ونقاش الأداء التقني او الحصيلة المالية، بل فوضوه كتدبير مفوض الى الجهة التي اختاروها، فأضحى الإحساس والشعور العام بالجديدة، ان الفريق هو ضيعة في ملكية “ال مقتريض” ومحيطه، وحق للعامل السابق ان يرفع يده في دعم ضيعة خاصة.
وربما موائد العشاء التي بادر اليها المسيرون ودعوة الجميع الى الالتفاف حول الفريق، كانت الإشارة ان الفريق هو للجميع، وهذا المنطق الطبيعي، الذي يستوجب ان يظهر مجددا في الجمع العام القادم، عبر النشر الاستباقي لمختلف التقارير، وفتح الجمع العام امام وسائل الاعلام عبر دعوة الكترونية للجميع، وليس ممارسة الانتقاء الأولي.
يوم أمس، لاحظنا كيف ان رجال الامن الوطني بمختلف رتبهم كانوا في تأمين عودة واستقبال الفريق في ساعات متأخرة من الليل، الدفاع الحسني الجديدي بمثابة “أمن قومي محلي”.
نعم، حققنا المهم، هو العودة الى المكان الطبيعي، والأهم، ليس استقالة رئيس او مكتب، بل هل سنقر بآخطائنا وهفواتنا؟ ليس للإستصغار او للضعف؟ لكن لكي تكون دافعا من اجل إعادة توحيد الجهود؟ الم يكن خيار صيغة “وحيد النشاط” لفرع كرة القدم، خطأ تدبيريا؟ هل فقط الخوف من تيارات سابقة أخرى في استحواذ دفة التسيير هو الهاجس الرئيسي الذي تحكم في هذا الاختيار الخاطئ؟
نعم، المحبة كما قلنا عند اهل التصوف، هي توحد، والدفاع الحسني الجديدي، هو ملكية مشتركة تاريخية، حيث تضل كرة القدم، في موقع الريادة، وجميع الرياضات تستوجب ان توحد مجهوداتها في إشاعة ممارسة الرياضة في صفوف الشباب.
اكد تقرير رسمي للمجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي، أن أزيد من 4 ملايين من الشباب، لايدرسون ولايعملون، ولايبحثون عن عمل، هم قنابيل موقوتة في المقاهي والأزقة، ومعرضون ل”البلية” بمختلف أنواعها، لن ننتظر من المؤسسة السجنية لإعادة تهديب السلوك، لكن الرياضة، هي المجال الرئيسي، التي يمكنها ان تحتضن طاقات الشباب.
خيرا، فعل العامل محمد سمير الخمليشي، حينما فتح القاعة الكبرى للرياضة بجانب مدرسة محمد الفاسي بالجديدة، والمسبح المغطى بزاوية سيدي إسماعيل.
والخير، هو ان ينخرط إقليم الجديدة، في الاستراتيجية الوطنية للرياضة، وان يستغل إقليم الجديدة، نصيبه من الصندوق الوطني لتنمية الرياضة في قانون المالية.
الدفاع الحسني الجديدي هو علامة تجارية ومرجع تاريخي، وتنمية موارده المالية، لايمكن عزلها في فرع كرة القدم، بل فضاء احمد العبدي وملعب العاب القوى المجاور، والمسبح، والمطعم، وقاعة نجيب النعامي، بل مختلف ممتلكات الجماعة الترابية للجديدة، تستحق ان تنقل الى ملكية شركة رياضية جامعة لمختلف الرياضات.
حاجتنا الى استراتيجية إقليمية واضحة لتنمية الرياضة، تكون الكفاءات البشرية هي الفاعل الرئيسي، وليس من يمتلك “جيب عامر”، فالناصري في الوداد والبدراوي في الرجاء، أكدى للجميع، أن تنمية وتطوير الرياضة لاتبنى على “صحاب الشكارة”، وإنما على أصحاب “العقول”.
هنيأ لنا بالعودة الى القسم الأول، على أمل عودة “العقول”، وعيد مبارك سعيد.