إنتهاك أخلاقيات الصحافة: إدريس بيتة في مرمى النقد
-حمزة رويجع-
في تطور يسلط الضوء على إنتهاك متواصل لأخلاقيات مهنة الصحافة، يواجه الصحافي إدريس بيتة تداعيات جديدة بعد أن أقدم المجلس الوطني للصحافة على فتح ملفات أخرى على مستوى لجنة اخلاقيات مهنة الصحافة والقضايا التأديبية، بعدما قررت في وقت سابق سحب بطاقته المهنية لمدة ستة أشهر.
وبينما تطول المسطرة التأديبية لتتجاوز ثمانية اشهر في شكاية واحدة، فإن الشكوك تثار من جديد، حول مدى تأثير فاعلة خير، ظلت تصول وتجول بإقليم الجديدة، وتحيط بها النطيحة والمتردية، وهل ترضى لنفسها ان تدافع عن زميل، لم تسلم منه النساء المغربيات من تشهير وتضليل.
نساء بنوريات ضحايا التشهير وهدم بيوت الزوجية
ادريس بيتة سبق وان اساء الى مجموعة من النساء البنوريات، بعدما ربط عملهم المهني بتصفية حسابات، النساء البنوريات استطعن تحقيق استقلاليتهم الاقتصادية، بينما ادريس بيتة ربط مشاركة النساء البنوريات في تظاهرة فلاحية بمكناس، بقضاء فترة استجمام بمولاي يعقوب، وهو تضليل اعلامي كاد ان يخرب بيوت الزوجية، وإدخال الوسواس الخناس في صدور الأزواج، ولولا الحكمة والتريث واللجوء الى مؤسسة النيابة العامة والمجلس الوطني للصحافة، لكانت العواقب جد وخيمة، خاصة ضمن وسط اجتماعي له اعراف وتقاليد راسخة في الدفاع عن الشرف والمروءة.
ما اقدم عليه ادريس بيتة، شكل مساسا وانتهاكا صارخا لميثاق اخلاقيات مهنة الصحافة، خاصة البند الخامس المتعلق بالمس بالشرف والكرامة الوارد في محور المسؤولية اتجاه المجتمع، وهو المقتضى الذي “يمنع نشر الاتهامات الكاذبة أو السب أو القذف، كما لا يقبل مطلقا ممارسة التشهير والتحامل ونشر الإشاعات، أو كل ما يسيء لشرف الأشخاص أو سمعتهم وكرامتهم الإنسانية.
المعهد العالي للصحافة والاعلام في وضع حرج
سبق وان كشف ادريس بيتة عن تسلمه الكترونيا شهادة نجاح لنيل الاجازة تخصص السمعي البصري، من خلال تقديم بحث حول موضوع “جرائم الصحافة بالمغرب.. مقاربة قانونية” تحت اشراف الدكتور بالقاسم سهلي، تتوفر “مجلة الجديدة” على نسخة منه.
الخطير، هو أن إدريس بيتة، غير حاصل على شهادة البكالوريا، مما يستحيل معه الحصول على شهادة من مستوى الإجازة أو على أي دبلوم عالي أو مايعادله، أو حتى قضاء أي برنامج معتمد للتكوين المستمر، وهو التعارض الصريح مع الشروط المنصوص عليها وفق مقتضيات المادة الثانية من مرسوم رقم 2.19.121 الصادر في 7 رجب 1440 (14 مارس 2019) القاضي بتحديد كيفيات منح بطاقة الصحافة المهنية وتجديدها.
هذا وأفاد مصدر سنة 2021، على أن المعهد العالي للصحافة والاعلام بالدارالبيضاء، بعدما تفجرت الفضيحة، رفض تسليم شهادة الاجازة، الا اننا لم نتمكن من التأكد من صحة الخبر من عدمه.
تحديات أخلاقية لم تردعها القوانين
إن خطاب الكراهية والتحريض على العنف، هي انتهاكات تهدد بقلب موازين الثقة والمصداقية التي يجب أن تتمتع بها وسائل الإعلام المهنية.
لم يعد مقبولا ان تتمادى التجاوزات اللاأخلاقية في محتوى التقارير والمقالات الصحفية، والاحتماء بقانون الصحافة والنشر الخالي من العقوبات الحبسية، لكن الغرامات المالية الضخمة، لاشك انها ستشكل جبرا للضرر، والية رادعة في مواجهة نشر الاخبار الزائفة.
كل هذه التجاوزات المهنية، لم تعد تقتصر على انتهاك معايير النزاهة والدقة، بل امتدت لتشمل التحريض على العنف ونشر خطاب الكراهية، مما يعد خروجًا عن دور الصحافة كأداة للتوعية والتثقيف إلى وسيلة لنشر الفتنة والانقسام.
قرار المجلس الوطني للصحافة بسحب البطاقة المهنية لبيتة يعتبر خطوة حازمة تهدف إلى فرض الانضباط المهني وحماية الجمهور من التأثيرات السلبية للإعلام غير المسؤول، إن هذه الإجراءات التأديبية ليست مجرد عقوبة فردية، بل هي رسالة واضحة لجميع الصحافيين بأن المهنة تحمل مسؤوليات جسيمة تستدعي التزامًا صارمًا بالقيم الأخلاقية والمهنية.
إن التحديات التي تواجهها الصحافة اليوم تتطلب تعزيز معايير الشفافية والمساءلة، والعمل على بناء جسور الثقة بين الصحافة والجمهور، فالإعلام يجب أن يكون صوت الحقيقة ونبراس التوجيه، لا منصة للتحريض وبث الكراهية.
لهذا، فإن المساس بأخلاقيات المهنة لا يضر فقط بسمعة الصحافي الفردية، بل ينعكس سلبًا على المجتمع بأسره، واللجنة المؤقتة لتدبير قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، مدعوة الى تسريع البث في باقي الشكايات الموضوعة على طاولتها، واذا ما كانت فعلا فاعلة خير، توفر الحماية والغطاء من المسائلة، ونيل العقوبات المخففة، فإننا في “مجلة الجديدة” لن نتردد في فضحها، وفتح جبهة جديدة امامها، فالإبتزاز الذي يمارسه “لفرشة” وكشفناه في وقت سابق، لا يقل جرماً من متسترة او راعية للفساد الاخلاقي المهني.
في النهاية، تبقى الدعوة قائمة لكافة الفاعلين في المجال الصحفي المهني، للالتزام بأعلى معايير المهنية والأخلاقية، والعمل على تعزيز دور الصحافة كركيزة أساسية في بناء مجتمعات متماسكة ومستقرة.
وليس من كان يوم أمس “شاوش” سيصبح اليوم “صحافي”، وإن كان “شاوش” اكثر شرف واحترام لهبة رؤساء المؤسسات.