المقاهي المتنقلة.. شباب يتحدون البطالة بمشاريع مبتكرة لكن الشيء اذا زاد عن حده انقلب ضده

-حمزة رويجع-

في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة والبطالة المرتفعة في صفوف الشباب، ظهرت المقاهي المتنقلة كمشروع مبتكر يتيح للشباب فرصة خلق مصدر رزق خاص بهم. هذه المشاريع المبدعة لم تقتصر فقط على تقديم القهوة والمشروبات الساخنة، بل شملت أيضًا الوجبات الخفيفة والحلويات، مما جعلها تلقى رواجًا كبيرًا بين المواطنين، خاصة في على مستوى شارع النصر في الطريق المؤدية الى منتجع سيدي بوزيد.

استطاع العديد من الشباب، التغلب على البطالة من خلال إنشاء تلك المقاهي المتنقلة، حيث تتطلب هذه المشاريع رأس مال مهم، عبر اقتناء سيارة ومعدات اعداد القهوة، الشيء الذي دفع الى عقد شراكات رابحة بين مجموعة من الشباب، كل فرد يوفر جزء من الاستثمار مقابل نسبة من الارباح اليومية. لضمان دخل مستقر والتمكن من تحسين المستوى المعيشي.

رغم الفوائد العديدة التي جلبتها هذه المقاهي، إلا أن تزايد أعدادها بشكل غير منظم أثار العديد من المشاكل. في البداية، حيث مع مرور الوقت بدأت تظهر جوانب سلبية بسبب عدم التنظيم، واحتلال بعض الشوارع التي أصبحت مزدحمة بالمقاهي المتنقلة، مما أدى إلى عرقلة المرور وإحداث فوضى بيئية وجمالية.

للحفاظ على التوازن بين تشجيع المبادرات الشبابية والابتعاد عن الفوضى، أصبح من الضروري تقنين عمل المقاهي المتنقلة، على مستوى عاصمة اقليم الجديدة، من خلال إصدار رخص خاصة لهذه المشاريع وتحديد الأماكن المسموح لها بالعمل فيها، بالإضافة إلى فرض رسوم مقابل احتلال الملك العمومي. مثل هذه الخطوات ستساعد على تنظيم النشاط والحفاظ على النظام العام، وضمان عدم الإضرار بالاستثمارات الهامة للمقاهي والمطاعم الثابتة التي تعتبر جزءًا أساسيًا من الاقتصاد المحلي.

لا يمكن تجاهل أهمية المقاهي والمطاعم الثابتة التي تشكل جزءاً كبيراً من قطاع التجارة، هذه المقاولات استثمرت أموالاً كبيرة في تأسيسها وتوفير خدمات ذات جودة للزبائن، صحيح، ان مع ازدياد عدد المقاهي المتنقلة بشكل غير منظم يمكن أن يضر بهذه الاستثمارات، لكن الواقع، يؤكد ان المطاعم والمقاهي التي استطاعت الحفاظ على الجودة وعملت على تطوير فضاءاتها بشكل متواصل، لم تتضرر من منافسة المقاهي المتنقلة.

المقاهي المتنقلة تضل فرصة هامة للشباب من اجل مواجهة البطالة بطرق مبتكرة ومستدامة، إلا أن النجاح الحقيقي لهذه المشاريع يكمن في تنظيمها بشكل يضمن الاستفادة القصوى منها دون التسبب في الفوضى أو الإضرار بالاقتصاد المحلي.