أخبار العالم

السياسي الماكر.. قصة “عزيزي” الغادر لوفاء أصدقاءه

-حمزة رويجع-

في الحلقة الأولى من قصة السياسي الماكر، تعرفنا على نشأته المضطربة وكيف أثرت طفولته القاسية على تكوين شخصيته الشحيحة والماكرة. والآن، نستكمل رحلته لنرى كيف تحولت هذه السمات إلى أفعال غادرة تجاه أصدقائه الأوفياء.

الحلقة الثانية: غدر الأصدقاء

بعد سنوات من الصعود في عالم السياسة، اختار السياسي الماكر لقبا له مستوحى من شخصية سياسية تاريخيّة، اختار لقب “عزيزي” لينهل منها تلك الشخصية المؤثرة والقوية التي يفتقدها.

كان الجميع ينظرون إليه بإعجاب واحترام، ولكن قلة قليلة فقط كانوا يعلمون حقيقته الحقيقية، خلف الأبواب المغلقة، كان “عزيزي” يخفي نواياه الغادرة وشخصيته الشحيحة.

من بين أصدقائه الأوفياء كان “الجوكر”، الذي وقف بجانبه في أصعب الأوقات وساهم بشكل كبير في اعادة الاعتبار له، ولعب ادوار خلفية مؤثرة قانونيا وإعلاميا.

كان “الجوكر” رجلًا ذكيا ومعطاءً من حيث العلم والمعرفة القانونية، ولم يتردد يومًا في تقديم الدعم ل”عزيزي” الغادر، سواء قانونيا أو اعلاميا، في كل مرة كان “عزيزي” يجد المشورة أو الدعم، ويد العون الصادقة، قبل ان يغدر بها وهو ينتظر ان تعيش لحظات الحراسة النظرية لينفطر قلب والدته حزنا وألماً وأسى، ويظهر السياسي الماكر بشخصيّته الصباحية على انه المنقد، وأنه فعلا قد تدخل وكان رجلا بينما الحقيقة هو انه إنسان ماكر.

كانت نظرة “عزيزي” للحياة تختلف تمامًا، لم يكن يرى في الأصدقاء سوى وسائل لتحقيق أهدافه الشخصية، ولم يرى في اصحاب المسؤولية إلى عاشقين للأموال، وان جميع الخدمات لها اجر وعمولة.

بدأت الأمور تتغير عندما ظن “عزيزي” انه ضمن منصب رئاسة الجماعة الترابية، رأى في “الجوكر” فرصة لتحقيق غاياته، وفور ما اعتقد انه ضمن ذلك رأى ان يرسله الى غياهب السجون ولو حراسة نظرية ليلبي غريزة شيطانية، لكن الشكوك تملكت “عزيزي”، وبدأ يخطط لإغراق “الجوكر” على الطريقة اللبنانية، رغم انه لم يكن عقبة في حياته السياسية بل كان سندا وعقلا حكيما.

قرر “عزيزي” استغلال ثقة “الجوكر” العمياء فيه، فبدأ بنشر الشائعات والأكاذيب عنه سرا ونفاقا في وجه، مشيرًا إلى تورطه في قضايا مزعومة كالتعاطي للمخدرات الصلبة “كوكايين”، لم يقتصر الأمر على ذلك، بل استخدم “عزيزي” نفوذه لمساس بإستقلاليته المهنية، حاول مرارًا وتكرارًا الدفاع عن نفسه، ولكن الأدلة كانت قوية بما يكفي لإثباث الحقيقة.

في نهاية المطاف، تحطمت أحلام وطموحات “عزيزي”، حيث شعر بالخذلان والخيانة من أقرب الناس إليه، لم يتوقع يومًا أن يدير له “الجوكر” ظهره بهذه القسوة والجحود، ومع ذلك، لم يكن “الجوكر” الوحيد الذي عانى من غدر “عزيزي”.
غدر “عزيزي” لم يكن مقتصرًا على شخص فقط، بل شمل أصدقاء آخرين كثر، كان البنوري، بدوره صديق أخر، قرر دعمه، بلا كلل ولاملل. قبل ان يشعر البنوري بالخيبة، ولكنه لم يستسلم، بل قرر كشف الحقيقة أمام بائع الجاموس، صاحب المواقف العلنية الغير متآمر ليلا.

بدأ بائع الجاموس بدوره بجمع الأدلة على مكر “عزيزي” وأفعاله الغادرة، واستعان ببعض الأصدقاء الآخرين من الدارالبيضاء، الذين فطنوا لغدره، ولمؤامرته، وتربصوا بغدره مسبقا.

فتعاون الجميع معًا لكشف الحقيقة، ومع مرور الوقت، بدأت الحقائق تتسرب إلى العلن، تصاعدت الضغوط على “عزيزي”، وبدأت سمعته تتهاوى ببطء، فقرر الهروب الى “مالاغا” بعدما ضمن مداخيل “أزمير” اليومية، برغم من ان محضر بتاريخ سنة 2020، يتضمن حقائق مثيرة عن صفقة القرن، حول وضعية “إزمير”.

كان ل”عزيزي” أن يتعلم أن الغدر والخيانة لن يبقيا سرًا إلى الأبد، ومع كل خطوة قام بها لكسب السلطة، كان يفقد جزءًا من احترام الأصدقاء وثقتهم، وبالرغم من نجاحه في المؤامرة والدسائس، إلا أن حياته الشخصية كانت مليئة بالعزلة والوحدة، حيث فقد كل أصدقائه الحقيقيين، بل كان هو السبب في ان يحولهم إلى أعداء افتراضيين.

في الحلقة القادمة، سنتعرف على كيفية إتقان “عزيزي” للطبخ وكيف يستغله في نسج علاقات صورية تحت مسمى “شركنا طعام” و ان “الطعام تيخرج فالركابي”، وفعلا كان ذلك.

يتبع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى