شباب دكالة.. الرأسمال البشري الضائع؟؟؟
حمزة رويجع
ليست البطالة وحدها ما يؤرق بال الشباب الدكالي، وإنما مدى انخراطه المدني والسياسي في الحياة العامة، لاسيما اهتمامه بتدبير الشأن المحلي، كون ان الفراغ وغياب فرص الشغل، تدفعه الى تفريغ غضبه وانتقاداته نحو المنتخب المحلي، بتقاعصه في أداء المهام وخدمة قضايا الساكنة.
ولعل ذلك من ابرز الأسباب التي دفعت مجموعة من الشباب الى قيادة لوائح محلية والترشح في انتخابات الثامن من شتنبر 2021، وهي ظاهرة جد صحية، تثبت ان بداية المصالحة بين الشباب والسياسة قد انطلقت، ولو بدون اهداف ورؤية واضحة، فشابين منتخبين من ازمور اصطفى ضد رفاقهما في أول منعرج، وحرما شابا من رئاسة المجلس الجماعي وقيادة تجربة جديدة شبابية مئة بالمئة.
من جهة أخرى، انكشف لنا شباب من طينة أخرى، إستغلوا العالم الافتراضي، ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أضحت مدينة الجديدة، حديث العالم العربي، فاق متتبعي الياس المالكي المليون مشاهد كل ليلة، ليتجاوز القناة الثانية وانتاجاتها وبرامجها.
نختلف حول محتوى الياس المالكي وأقرانه، لكن نتفق ان هنالك غياب للتأطير، غياب للمواكبة النفسية، غياب لفهم الاخر، لما يعانيه من امراض عصبية، لتراكمات سوسيو اجتماعية واقتصادية.
نتفق ان “الشرع اليد” غير مقبول ويستحق الزجر، لكن هل سنعالج الازمة من جذورها، أم سنواصل سياسة كم حاجة قضينها بتركها؟
على الجميع ان يتحمل المسؤولية، كل من موقعه وحسب اختصاصاته التي يكفلها الدستور والقانون، عبر تظافر الجهود وتقوية الروابط المتينة لخدمة المصلحة العامة، في تنزيل النموذج التنموي الجديد.
للشباب طاقة ومميزات، وايضا مساوئ ولحظات طيش، هي عادية وعابرة، ولايحتاج الشاب الا للنصيحة والاحتضان والمواكبة.
فتح الزوايا الصوفية امر هام، فبدون صفاء روحي، لايستقيم العقل في اختياراته، كما ان تشجيع دور القراءة والثقافة والمسرح، هو غاية قصوى لإنبعاث جيل جديد من الشباب الوطني الصادق الغني بالافكار المتسامح مع الذات والمنتج للعالم بأسره.
الله كريم.. يحب الكرماء…