اقليم الجديدة: سنة 2024.. سنة الحزم
حمزة رويجع
ودعنا سنة 2023، بطموحاتها ورهاناتها التنموية في خدمة المواطن ومصالحه العليا، وإذا ما كانت المؤسسة الملكية قد حققت انجازات ملموسة سواء على مستوى ورش تعميم الحماية الاجتماعية، او على الساحة الافريقية الدولية، خاصة مع المبادرة الملكية في فتح الطريق نحو المحيط الأطلسي لدول الساحل.
فإن التحدي البارز الذي يؤرق البال يوميا، يكمن في ضمان “الأمن المائي”، انها السنة السادسة على التوالي، يواصل فيها الجفاف وقلة التساقطات المطرية تأثيره على سلة الغداء، ما يوجب ان نتأقلم على اننا دولة امتداد لصحراء افريقية شاسعة تقل فيها الموارد المائية سنة بعد سنة.
انطلاق تحلية مياه البحر على مستوى الجرف الأصفر، وثلاثة سنوات تفصلنا عن تشغيل اكبر محطة بإفريقيا، تتواجد بالمهارزة الساحل إقليم الجديدة كفضاء استثماري حيوي، سيروي عطش البيضاويين، يجعل المقابل التنموي لإقليم الجديدة غاية كبرى، لن تجيب عنها مشاريع تعبيد الطرق او ربط بالكهرباء، وإنما خلق المناطق الصناعية ودعم المقاولين الشباب في تبني مشاريع مهيكلة، بعيدا عن دعم تجارة الحلزون والدجاج البلدي.
كما ان السنة المقبلة 2025 هي سنة كأس إفريقيا للأمم، وهي امتحان استباقي في التنظيم وتوفير فضاءات الترفيه السياحية، إستعدادا لكأس العالم 2030.
كلها رهانات لا تقبل التأجيل في الاعداد الاستباقي، لقد بادر سائقو سيارات الأجرة الصغيرة في القنيطرة بتلقي دروس في الإنجليزية قصد الحديث مع السياح الأجانب المرتقبين.
واذا ما كانت الجديدة وجهة سياحية بإمتياز، فإن النعرات التي تشهدها منصات التواصل الاجتماعي أضحت كمصحة للأمراض النفسية والأمية الرقمية، فبينما العقلاء يواصلون مسيرتهم لبلوغ أهدافهم، لازلت الأحقاد والأحساد تصيب النفوس البئيسة، التي يستوجب ان يتحصن المستثمر والمثقف منها، بسلاح العزم والحزم.
كما ان دولاب المسؤولين الترابيين، يتوجب ان يحمل الوصفات العلاجية الجاهزة والمضادة للأحقاد النفسية المتداولة، خاصة ان الإقليم يتسع للجميع.
واذا كنا لازلنا نؤدي ضريبة الانفتاح الواسع والباب “لمترع” لمسؤولين سابقين، صنعوا من تافهين نجوم بارزين في الساحة الإقليمية، فإن سياسة الجلوس في البرج العالي و”الفراجة” تقتضي الحزم أيضا في عدم ترك المساحة فارغة، ورفع شعار كم حاجة قضيناها بتركها.
لقد صدق من قال يوما، ان إقليم الجديدة اضحى قاعة انتظار كبرى، والشاهد حق ان التنمية الإقليمية غير مرتبطة بمسؤول مؤقت او دائم، فالجميع هو عابر.
الغاية تكمن في العمل الجاد والمسؤول والأخلاقي، حيث لا فرصة ثانية تمنح لمن أخطأ وإنزلق في الأولى.
لكل ذلك تضل سنة 2024 لإقليم الجديدة سنة الحزم.