أخبار العالم

جدار “الزنك”.. تشويه للجمالية وإهمال الإرتقاء بجودة الخدمات بمطعم سيدي بوزيد

-حمزة رويجع-

في مطعم يفتقد إلى جودة الخدمة ويعاني من تقييمات سلبية، يظهر اليوم مشهدٌ يثير الانتقاد والاستنكار. وهو المشهد الذي يتمثل في تشييد جدار من الحديد “الزنك” أمام مدخله، ما يعكس درجة من الإهمال والتجاهل لجمالية مدخل سيدي بوزيد.

تقع هذه الواقعة المحزنة حيث يتمتع المطعم بموقع استراتيجي، ولكن يبدو أن اهتماماته تتجاهل تمامًا متطلبات السياحة ببلادنا. فعوض تحسين الجودة وتعزيز “carte de menu” بمؤكولات تجذب وتحافظ على الزبائن، يبدو أن الاهتمام موجه نحو تحصين المطعم من “العين” عبر بناء جدار من الحديد، الذي بالتأكيد لا يضيف سوى مظهرًا عشوائيًا ومقيتًا للمكان، أمام مباركة ورضى أعين تملك سلطة القرار العمومي في هدم بناء عشوائي إلتهم عبر سنوات مساحة خضراء واسعة في الأصل.

وبالإضافة إلى تشويه الجمالية، تطرح الاسئلة عن هدف من هذا الجدار. هل هو لتحسين الأمان؟ أم لتحقيق أغراض أخرى خفية؟ تلك التساؤلات تبقى دون إجابة، مما يثير مزيدًا من الشكوك والتساؤلات حول المتورطين في عملية الصمت الكبرى وإغماض الأعين المباركة.

في الوقت الذي يستعد المغرب لإحتضان كأس إفريقيا وكأس العالم، عبر تعزيز الجودة في الخدمات، يظهر هذا المشهد كعلامة على الإهمال وعدم الاهتمام بالتحديات الحقيقية التي تواجه قطاع السياحة.

إنه لمن الأسف أن نرى كل هذه الجهود والموارد تُهدر على بناء جدار عوض عن تحسين الخدمات وتطويرها.

وفي هذا السياق، يجب أن نذكّر بأن الاستعداد لأحداث كبيرة مثل كأس العالم 2030 ليس مقتصرًا على البنية التحتية والترتيبات الأمنية، بل يشمل أيضًا جودة الأطعمة وتحفيز المستخدمين. فالمطاعم والمقاهي هي جزء أساسي من تجربة الزوار، وينبغي أن تكون تلك التجارب ممتعة ومريحة ومليئة بالجودة.

لذا، يتعين على مسير المطعم أن يعيد النظر في أولوياته وأن يركز على تحسين الخدمة وتطوير عرضه، بدلاً من تشويه المنظر العام بجدار من “الزنك” في تلوث بصري أخطئ حتى في اختيار اللون “الأحمر”، حيث أكد الخبراء أن اللون الأحمر يقلل من الشهية ويجعل الأشخاص يشعرون بالشبع بسرعة، مما يجعله غير مناسب في الأماكن التي تهدف إلى تعزيز التناول مثل المطاعم، ناهيك أنه يرتبط في كثير من الأحيان بالعدوانية والغضب، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات العصبية لدى الأفراد وتفاقم الشعور السلبي.

إنه الوقت المناسب لأن تتدخل المديرة الإقليمية لوزارة السياحة بإقليم الجديدة، وتعيد الدماء في المجلس الاقليمي للسياحة، وأن ينخرط المستثمرون القدامى والجدد في الاستفادة من الفرص المتاحة لتنمية مشاريعهم الاستثمارية عبر تحسين الوجهة وتعزيز الجاذبية السياحية لمنتجع سيدي بوزيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى