تنظيف مغارة الخنزيرة: مبادرة ناجحة لاعادة الاعتبار لتراث منطقة دكالة

-مجلة الجديدة-حمزة رويجع-

إحتفت يوم أمس السبت 27 أبريل 2024، جمعيات المجتمع المدني في منطقة دكالة بشهر التراث بمبادرة تنظيف ناجحة لمغارة الخنزيرة. وفي إطار الاهتمام المتزايد بتراث المنطقة، قام أعضاء من فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية بزيارات متعددة للمعالم الأثرية، بهدف تحديث ملفها التراثي.

وفي هذا السياق، نظمت الفيدرالية بتنسيق مع مديرية الثقافة وبدعم من السلطات المحلية ومشاركة جمعيات المجتمع المدني عملية لتنظيف مدخل وجنبات مغارة الخنزيرة. وقد شارك في هذه المبادرة أيضًا بعض سكان المنطقة.

وقد أسفرت هذه الجهود عن إزالة الأشواك والشجيرات والنفايات من داخل المغارة، وكشف عن مساريب وفتحات تحت الأرض، والتي تشكلت عبر العصور الجيولوجية السابقة. وبالرغم من أهمية هذه المغارة على الصعيد العالمي كمعلم أثري، إلا أنها لازلت تعاني من الإهمال والتخريب.

نبذة عن المغارة:

تقع مغارة الخنزيرة في دوار أولاد إبراهيم قرب الغضبان، جماعة مولاي عبد الله أمغار وبالضبط بالرأس الأبيض، وقد أطلق هذا الإسم من طرف الجغارفة أمثال الإدريسي والفكري،وحسب الباحثين الأركيولوجيين الأثريين، فإن موقع الخنزيرة من أقدم المواقع الأثرية التي استوطن فيها الإنسان منذ غابر العهود إلى جانب مغارة إيغود التي أسفرت نتائج البحث فيها على أنها مأوى ومنطلق الإنسان الأول العاقل في زمن يقدر ب 300 ألف سنة قبل الحاضر.

هذا وساهم موقع الخنزيرة في صنع تاريخ المغرب عامة وتاريخ مدينة الجديدة على وجه الخصوص، فالمكان عبارة عن مغارتين طبيعيتين نحتثهما سيول المياه المتسربة لباطن الأرض، أدت إلى تشكل هذا الموقع الأثري الضارب في أزمنة التاريخ القديم، حيث أن الدراسات التاريخية والأركيولوجية تؤكد على أن الإنسان استوطن بها حوالي 50 ألف سنة، علما أن هذا الموقع تم إكتشافه في البدايات الأولى من القرن العشرين حسب ماجاء في بعض المصادر.

وقد توالت على اكتشافها بعثاث مغربية وأجنبية كان أولها سنة 1934 مع عالم الآثار”أرمان رولمان”، حيث تم العثور داخلها على لقى عبارة عن بقايا حيوانات وجماجم بشرية وأدوات حجرية تنتمي إلى العصور النيولتية، كما تم العثور فيها على قطع نقدية، تعود إلى الحضارة البونيقية.