أخبار العالم

نهاية أزمة النظافة.. حل لمدة سنة يمنح فرصة للتفكير الإستراتيجي لحل مستدام

-حمزة رويجع-

بعد أسابيع من الأزمة التي طالت ملف النظافة بمدينة الجديدة، تنفست ساكنة المدينة وزوارها الصعداء بفضل الحلول التي تم اتخاذها لحل مشكلة تدبير مطرح النفايات. الأزمة التي أثرت سلبًا على جمال المدينة وساهمت في تدهور جودة الحياة، انتهت أخيرًا بعد تدخلات حاسمة من المسؤولين، سواء من وزارة الداخلية أو المنتخبين المحليين.

الحل الذي تم اعتماده يقضي بتكليف الشركة المسؤولة عن تدبير النفايات المنزلية في الجديدة بمهمة إدارة المطرح المتواجد بمولاي عبدالله لمدة سنة كاملة. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء صندوق جديد يهدف إلى طمر ومعالجة النفايات الجديدة، مما يضمن التخلص من المخلفات بطرق صديقة للبيئة ومستدامة. هذا الإجراء المؤقت لا يعالج فقط تراكم النفايات الحالية، بل يمنح الفرصة للتفكير في ايجاد مطرح جديد ل15 سنة القادمة، ويضع الأسس لتجنب تكرار هذه الأزمة في المستقبل، خاصة اننا مقبلين على نهائيات كأس العالم 2030.

لعبت وزارة الداخلية والمنتخبون دورًا بارزًا في حل هذه الأزمة، التدخلات السريعة والفعالة عبر اعتماد الصفقة التفاوضية بشكل مباشر، بقيمة 14 مليون و830 ألف درهم من خلال دعم السلطة المركزية، أدت إلى تسريع وضع حد للأزمة التي أثرت على حياة السكان وعلى جاذبية المدينة السياحية. التنسيق بين مختلف الجهات المعنية كان مفتاح النجاح، خاصة ان فيدرالية الأحياء السكنية وفعاليات المجتمع المدني كان لها حضور وبصمة في الترافع المدني لمصلحة المواطن، في افق ترسيم الديمقراطية التشاركية المحلية.

ردود الفعل الإيجابية لم تتأخر في الظهور، حيث عبر سكان الجديدة وزوارها عن ارتياحهم الكبير لحل أزمة النظافة، من بينهم نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، فصمتهم وعدم رصدهم للنقط السوداء، هو مؤشر إيجابي، يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تستعد المدينة لفترة سياحية صيفية هامة تستقطب عددًا كبيرًا من الزوار من مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى احتضانها تظاهرات ثقافية كبرى مثل موسم مولاي عبدالله أمغار، الذي يُعتبر أكبر موسم في المغرب.

مدينة الجديدة، التي تعرف بإرثها الثقافي الغني وتاريخها العريق، تتأهب لاستقبال الزوار خلال فصل الصيف. حيث ان موسم مولاي عبدالله أمغار، والذي يشتهر بعروض التبوريدة التقليدية، يجذب مئات الآلاف من الزوار الراغبين في الترويح عن النفس بعد عام من العمل. ناهيك عن برودة مياه شاطئ سيدي بوزيد، لاشك ان تحسين وضع النظافة في المدينة يعزز من راحة الزوار ويضمن لهم إقامة ممتعة في بيئة نظيفة وجذابة.

يذكر، أن نهاية أزمة النظافة في الجديدة تعكس القدرة على التعامل مع التحديات البيئية بكفاءة وفعالية. بفضل التنسيق بين الجهات المسؤولة والحلول المستدامة، من اجل استعادة المدينة رونقها وجاذبيتها السياحية، هذه الجهود المتكاملة تعزز من مكانة الجديدة كوجهة سياحية وثقافية بارزة، وتجعلها مستعدة لاستقبال فصل صيف مليء بالنشاطات والفعاليات التي يحق للساكنة والزوار على حد سواء، الإعتزاز والإفتخار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى