أخبار العالم

جمعية دكالة.. فخامة “الإسم” وحقارة “الإنجاز”

-حمزة رويجع-

إفتَتَحَت جمعية دكالة، اليوم الثلاثاء، أسبوعها البيئي للمرة الخامسة عشرة من عمرها، نشاط لأسبوع واحد من أصل 52 أسبوع في السنة، لقد كانت جمعية دكالة اسما بارزا في الساحة الجمعوية الدكالية، ليس بثقل الأسماء المكونة لمكتبها المسير، ولكن بقوة فخامة إسمها، حتى ان الانخراط بها، كان بمثابة وسام شرف، وإعلان لولوج طبقة أعيان دكالة.

لكن اليوم، ومنذ السنوات المنصرمة، لم يعد أحد يعيرها اهتمام، أقل من منتسبيها، والمجلس الإقليمي للجديدة، الذي استنجد بها فقط لتوفرها على صفة المنفعة العامة، ولايعلم احد، هل قام المكتب المسير لجميعة دكالة بالملائمة والتحيين مع القوانين المستجدة من اجل الحفاظ عل صفة المنفعة العامة، فالسؤال المطروح، كم استغلت الجمعية فرصة التماس الاحسان العمومي التي يمنحها إياها المشرع المغربي، لقد بادرت مجموعة من المؤسسات المدنية الى اقتناص الفرصة عبر التماس الاحسان العمومي من اجل المساهمة في إعادة اعمار المناطق التي ضربها الزلزال، بينما جمعية دكالة تطل علينا مرة في السنة، كأنها تقول “ها أنا ذا” لازلت حية في النفوس، ميتة في الإنجازات.

خيرا حينما إحتضن فضاء مؤسسة عبدالواحد القادري الإفتتاح الرسمي لأسبوع البيئة، عوض القاعة الكبرى للعمالة، وخيرا حينما مثل الكاتب العام للعمالة وزارة الداخلية، عوض عامل إقليم الجديدة، بينما لا يستحق ان يحضر اشغالها إلا شيخ حضري لصياغة تقرير في الموضوع يلحق بتقارير 15 سنة الماضية، فحتى المقدمين ملزمين في مراقبة أحيائهم.

إن الزمن التنموي الذي قضته مؤسسة الكاتب العام للعمالة، عبر الحضور لصبيحة يوم الثلاثاء، هو زمن ثمين، لايقدره إلا صاحبه، ومسموح لي، القول انه هدر وضياع للوقت، بل هو إزعاج تنموي، كان ليستغل في تدبير الملفات الإقليمية الكبرى الموضوعة فوق طاولة مؤسسة حيوية داخل المسار التنموي لإقليم الجديدة.

إن جمعية دكالة، تستوجب إعادة ترتيب اوراقها، فالوقت “تْبْدَلاَت”، والرهانات التنموية “كْبْرَات”، وأمامنا طريق تنموي مُضْني وشاق، ولا تنزعجوا من استعمال لفظ “الحقارة” في عنوان هذا المقال الصحفي، فهي مثل الصدمة الكهربائية للقلب من اجل تحسين وظائفه وإنقاده من الموت السريري.

إذا ما استطاعت الجمعية ان تستقطب أبناء دكالة البررة، الذين أنعم عليهم الوطن، بتقلد المسؤوليات الوطنية الكبرى، وكانوا خير أوفياء للعرش العلوي المجيد، الذين حضوا بالعطف الملكي السامي، والرضى المولوي الشريف، فعائلة القادري، أوفت وأكرمت الروح الطاهرة لأبيها وجدها، عبر تشييد مركب ثقافي مكتمل الأركان والأضلع، كما ان لسي إدريس جطو الوزير الأول الأسبق، بصمة لفائدة إقليم الجديدة.

جميعة دكالة، لها كل الفرص في ان تكون فعلا نادياً للأعيان، ومنارة في الإنجاز طيلة السنة، بمشاريع اجتماعية هيكلية كبرى، عبر ممارسة حقها القانوني في التماس الاحسان العمومي مرة في السنة، لتمويل مشروع اجتماعي ثقافي دكالي خالص، يسهم فيه كبار أعيان دكالة الذين هم بيننا في إقليمي الجديدة وسيدي بنور، وكذلك أبناء بلدتنا القاطنين في طريق زعير بالعاصمة الرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى