فضيحة جامعة المصارعة: قميص خريطة المملكة يتبخر في سماء إيطاليا والمصارع المغربي المتأهل الوحيد إلى أولمبياد باريس يصارع بقميص إيطالي
– حمزة رويجع –
صدمة كبيرة انكشفت قبل لحظات من مدينة ساساري الإيطالية، حيث يشارك المغرب في البطولة الدولية للمصارعة غير المصنفة دولياً. ظهر المصارع المغربي أسامة أسد، مرتديًا قميصًا يحمل راية دولة إيطاليا، في مواجهة المصارع الكازاخستاني، ضمن فئة المصارعة الرومانية وزن 130 كلغ.
تشكل هذه الخطوة مساسًا كبيرًا بصورة المغرب ومكانته الرياضية، خاصة أن المدير التقني للجامعة الملكية المغربية للمصارعة انتقل بدوره إلى إيطاليا، في ظل تعتيم إعلامي مشبوه يقوده المكتب المديري الجامعي حول خطط وبرامج المعسكرات التدريبية ونجاعة اختيار المشاركات الدولية.
إن فضيحة اليوم، المتمثلة في ارتداء المصارع المغربي قميص دولة إيطاليا، تأتي في وقت حرج للغاية. فهذا المصارع هو المتأهل المغربي الوحيد، وبكثير من الحظ، إلى أولمبياد باريس 2024. فهل تبخر قميص المنتخب الوطني، الذي يتضمن خريطة المملكة المغربية، في سماء إيطاليا؟ خاصة أن هذا القميص كان له نصيب في إهداء جامعة المصارعة ست ميداليات في البطولة العربية للمصارعة التي أقيمت مؤخرًا بالأردن، بعد انسحاب الجزائر.
ما حدث في ساساري ليس مجرد خطأ عابر، بل هو انتكاسة حقيقية لسمعة الرياضة المغربية على الساحة الدولية. كيف يمكن أن يواجه المصارع المغربي منافسيه تحت علم دولة أخرى؟ وأين هي مسؤولية الجامعة الملكية المغربية للمصارعة في هذا الخلل الفاضح؟ هل غابت الشفافية والمحاسبة عن هذه الجامعة إلى هذا الحد؟
إن إدارة الجامعة الملكية المغربية للمصارعة مطالبة بتقديم تفسيرات عاجلة وشفافة حول هذه الفضيحة، واتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المخزية. ففي الوقت الذي يتطلع فيه الشباب المغربي إلى تحقيق أحلامهم الرياضية ورفع راية وطنهم عاليًا في المحافل الدولية، لا يمكن السكوت عن هذه الإهانة الصارخة لصورة المغرب.
إن هذه الواقعة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات الوصية على الرياضة في المغرب، ووضع حد للفوضى التي تعيشها بعض الجامعات الرياضية. فقد حان الوقت لتطهير الساحة الرياضية، والعمل بجدية على رفع مستوى الرياضة المغربية وضمان تمثيل مشرف يليق بسمعة المملكة.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيتحمل المسؤولون عن هذه الفضيحة تبعات أفعالهم، أم ستظل الأمور كما هي، دون أي تغيير أو محاسبة؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة، والأمل كبير في أن تتخذ الجهات المعنية الخطوات اللازمة لحماية سمعة الرياضة المغربية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء الكارثية.