وسط الجدل حول تكلفة المشروع.. شركة ألاسكا تفوز بصفقة إنجاز الدراسة التقنية لبناء مقر المجلس الإقليمي للجديدة
-حمزة رويجع-
في خضم الجدل حول التكلفة المرتفعة المتوقعة لمشروع إنشاء مقر المجلس الإقليمي للجديدة، والتي قدّرها المجلس بقيمة 25 مليون درهم، بالإضافة إلى تكلفة اقتناء الأرض التي تجاوزت مليار سنتيم، تمكنت شركة ألاسكا بروجكت من الفوز بصفقة إنجاز الدراسة التقنية للمشروع بقيمة 88,800 درهم، حيث شهدت هذه الصفقة تنافس ثماني شركات.
الشعور بالإحباط والاستياء بين المواطنين، وخاصة ساكنة العالم القروي، حيث ان دواوير الجماعة الترابية بزاوية القواسم، لازالو يتسائلون عن مشاريع المسالك القروية التي سبق وان الغى صفقتها المجلس الاقليمي للجديدة بتاريخ 02 فبراير 2024.
أين هي المشاريع الاجتماعية؟
هذا وتطرح الأسئلة على تحالف الأحرار والحركة والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، لماذا لا تُخصص هذه الأموال الطائلة في بناء بناية اسمنتية، لمشاريع اجتماعية تعود بالفائدة المباشرة على المجتمع؟ أليس العالم القروي بإقليم الجديدة بحاجة إلى مدارس جديدة ومستوصفات وربط بالماء الفردي والكهرباء؟ أليس لشباب العاطل عن العمل بحاجة الى مبادرات لتعزيز المشاركة المجتمعية والتضامن الاجتماعي. هل بناء مقر إداري فاخر ليس سوى استفزازا صارخا ان لارؤية اجتماعية ولابرنامج تنموية طموح يهدف لمعالجة مشاكل عميقة تتطلب حلولاً حقيقية ومستدامة.
إن التنمية الحقيقية لا تقاس بالمباني والمكاتب الفاخرة، بل تقاس بجودة الحياة التي يتمتع بها المواطنون. هل سيكون لهذا المبنى الجديد أي تأثير على تحسين التعليم أو الرعاية الصحية؟ هل سيساعد في خلق فرص عمل جديدة؟
إن التركيز على البنية الإسمنتية يبتعد بنا عن جوهر التنمية الإقليمية الذي يجب أن يركز على الإنسان أولاً.
استثمارات بلا رؤية واضحة
المبالغ الهائلة المخصصة لمقر المجلس الإقليمي، والتي تتجاوز 4 مليارات سنتيم بين شراء الأرض والبناء، تثير العديد من التساؤلات حول أولويات الإنفاق الإقليمي، وهل خير فعلت الدولة حينما منحت صلاحية الآمر بالصرف لرئيس المجلس الاقليمي بعدما كانت بيد عامل الإقليم.
اليوم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والاحتياجات المتزايدة للمجتمع، يبدو أن هذه الأموال يمكن أن تستثمر بشكل أفضل في تحسين الخدمات الاجتماعية، حيث انه الاختصاص الذاتي الموكول للمجالس الاقليمية بالمغرب.
أليس من الأجدى توجيه هذه الأموال إلى بناء مدارس حديثة وتطوير المستوصفات الصحية التي تعاني من نقص في الموارد والمعدات؟
الاستماع إلى صوت المواطن
إن المسؤولين الإقليميين بحاجة إلى الاستماع لصوت المواطن الذي يعاني يومياً من تدهور الخدمات الأساسية، الأولوية تكون لتلبية الاحتياجات الملحة للمجتمع بدلاً من الاستثمار في بنايات إدارية.
المواطنون يتطلعون إلى تحسين ظروفهم المعيشية، وتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم، وليس إلى رؤية مبانٍ إسمنتية ترتفع هنا وهناك دون جدوى حقيقية، مع تخصيص مدخل ومصعد ومطبخ ومرحاض خاص بالرئيس لوحده، حيث لاينقص سوى غرفة للنوم التنموي العميق.
إذا كان الهدف حقاً هو تحقيق تنمية إقليمية مستدامة، فيجب أن تكون الأولوية للمشاريع الاجتماعية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر. لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية بدون الاستثمار في العنصر البشري، وتحسين جودة الحياة للجميع. إن الاستمرار في هذا النهج القائم على التوسع الإسمنتي فقط سيؤدي إلى مزيد من التذمر والإحباط، وإلى فشل حتمي في تحقيق التنمية الشاملة التي ينشدها الجميع.
كما أن صمت المجلس الاقليمي للجديدة بمختلف مكوناته، أغلبية ومعارضة، وهيئته استشارية، يؤكد أنه “الذل بعينيه”.