أخبار العالم

زيادة العرض المائي: تعزيز موارد حوض أم الربيع بمئات الملايين من الأمتار المكعبة

-حمزة رويجع-

أفادت وزارة التجهيز والماء، أنها تسعى بالتعاون مع عدد من الهيئات المدبرة للشأن المائي، إلى تحقيق أهداف استراتيجية على مستوى حوض أم الربيع، أحد أكبر الأحواض المائية في المغرب. تم إدراج هذه الأهداف ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية، بهدف معالجة إشكالية الماء في كافة أبعادها، وذلك في ظل التوجيهات الملكية السامية التي تولي هذا القطاع أهمية كبيرة.

هذا وتعمل الوزارة بجدية على مواجهة تحديات الجفاف والإجهاد المائي، خصوصًا أن حوض أم الربيع يُعد الحوض الأكثر تضررًا على المستوى الوطني. الجفاف الذي يعاني منه هذا الحوض يفرض على الوزارة اتخاذ إجراءات حازمة ومدروسة لضمان تلبية الاحتياجات المائية للمواطنين والقطاعات الاقتصادية.

حيث تعمل مصالح وزارة التجهيز والماء على تعزيز موارد الحوض المائي من خلال زيادة حجم المياه المتاحة بين 400 و500 مليون متر مكعب سنويًا من حوض سبو. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى تحسين سعة تخزين الماء بحوالي 2 مليار متر مكعب على مستوى أهم روافد واد أم الربيع، مما يساهم في تقليل معدل الطمي في السدود بنسبة 10% بحلول عام 2050. ضمن الجهود المبذولة، يتم اعتماد تقنيات تحلية مياه البحر لتلبية الاحتياجات المتزايدة للماء الصالح للشرب والماء الصناعي في المناطق الساحلية، مما يضمن استدامة الموارد المائية ويقلل من الاعتماد على المصادر التقليدية.

لتدبير الطلب على الماء، تركز الوزارة على خفض الاحتياجات الفلاحية من خلال التحويل الجماعي والفردي نحو الري بالتنقيط، ما يسهم في استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة. كما يتم تحسين مردودية شبكات نقل وتوزيع الماء الصالح للشرب لتصل على الأقل إلى 80%. تُعنى الوزارة أيضًا بتأهيل قنوات الإمداد الرئيسية وتعزيز تتبع ومراقبة استعمال الموارد المائية لضمان توزيع عادل ومستدام للمياه بين مختلف المستخدمين. هذه التدابير تهدف إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب على الماء وتقليل الفاقد من خلال تحسين البنية التحتية والشبكات المائية.

مشفت الوزارة أيضًا سعيها نحو الحفاظ على الموارد المائية والأنظمة الإيكولوجية من خلال تقليص عجز حصيلة المياه الجوفية بنسبة 50% بحلول عام 2030، وتحقيق التوازن الكامل بحلول عام 2050. يتم تحسين جودة المياه من خلال خفض التلوث بأكثر من 70%، وزيادة نسبة إعادة استعمال المياه العادمة بـ 30% على الأقل. كما تسعى الوزارة إلى تأمين الحماية ضد الفيضانات في كافة المواقع المعرضة لخطر متوسط إلى كبير بحلول عام 2040، من خلال تنفيذ إجراءات هيكلية وغير هيكلية فعالة. تعزيز نظام معلوماتي حول الماء في منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لأم الربيع يعد أيضًا جزءًا من الجهود لتحسين إدارة الموارد المائية ومواجهة التحديات المناخية.

تُعد هذه الأهداف الطموحة جزءًا من رؤية شاملة لضمان استدامة الموارد المائية وتحسين جودة الحياة للسكان في حوض أم الربيع. جهود وزارة التجهيز والماء، المدعومة بالتعاون مع الهيئات المدبرة للشأن المائي، تُظهر التزامًا قويًا بمواجهة التحديات المائية وتأمين مستقبل مائي مستدام للمغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى