تنظيف البيت الداخلي أولوية الأولويات.. وفضيحة السطو على سكن وظيفي تهز أركان عمالة اقليم الجديدة
-حمزة رويجع-
تعيش عمالة الجديدة على وقع جدل كبير بعد الكشف عن استحواذ “الصبي” المقرب من العامل السابق على سكن وظيفي فاخر بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. هذه الواقعة، التي وصفت بأنها نموذج جديد لظاهرة “خدام الدولة”، أضافت المزيد من الوقود إلى نار المطالب الداعية إلى محاسبة المسؤولين وإصلاح الإدارة الإقليمية وتنظيفها قبل لقاء المنتخبين.
وتفيد معطيات “مجلة الجديدة” بأن المستفيد “الصبي”، الذي وُصف بـ”العلبة السوداء” للعامل السابق، حصل بسرعة فائقة على هذا السكن الوظيفي، إضافة إلى سيارة مصلحة من النوع الرفيع وسائق خاص، في خطوة أثارت علامات استفهام حول قانونية هذه الامتيازات. هذا الاستثناء أثار غضب المتابعين الذين تساءلوا عن المعايير التي اعتمدت في منح هذه الامتيازات لشخص دون غيره، خصوصًا مع تنافس عدد من المسؤولين داخل دهاليز العمالة على الحصول على “نصيبهم” من الامتيازات.
وتشير مصادر “مجلة الجديدة” إلى أن هذا “الكرم الحاتمي” لم يكن لوجه الله، بل كان ثمناً للولاء الأعمى والطاعة المطلقة للمسؤولين النافذين، حتى لو كان ذلك على حساب المال العام. وتضيف ذات المصادر أن تورط المستفيد في صفقات مشبوهة وامتيازات مُفصّلة على مقاس جهات معينة بات أمراً يطفو على السطح، ومن المرتقب أن تكشف الأيام القادمة عن فضائح جديدة قد تطال مسؤولين آخرين متورطين في استنزاف موارد العمالة.
وبحسب مصادر وثيقة الاطلاع، كان السكن الفاخر المعني ضمن الملفات التي رُفعت للعامل السابق من أجل إيجاد صيغة لتمليكها، بطرق ملتوية لا يعرف تفاصيلها سوى “مفتي ديار العمالة” وأعوانه. هذا الملف ليس الوحيد الذي يُثار حوله الجدل، إذ يرتبط بملفات أخرى مثل الإعفاءات الضريبية غير المبررة على الأراضي غير المبنية، والتي كبدت خزينة الدولة خسائر مالية كبيرة.
هذه الفضائح تعيد طرح تساؤلات ملحة حول قدرة الإدارة الاقليمية على تحقيق الإقلاع التنموي في الإقليم، في ظل ممارسات تكرس الفساد والمحسوبية. ورغم الجهود التي يبذلها العامل الحالي، امحمد العطفاوي، لتعزيز الشفافية والتعاون مع الأطراف النظيفة، يبقى التحدي الأكبر في مواجهة جيوب الفساد المتجذرة داخل الإدارة “مسامر الميدة”.
فهل يكون زمن التسيب واستغلال موارد الدولة لتحقيق مكاسب شخصية قد انتهى؟ وهل يضع الفاسدون بعمالة اقليم الجديدة يدهم مع ايدي بائعي الخمور لإخراس صوت الصحافة؟ الأكيد، أن زمن الخوف من قول الحق قد انتهى، وأن آليات المحاسبة قادمة لا محالة، والفساد لن يجد مكانًا في إدارة تعمل تحت شعار الجدية والمسؤولية، فعطف بعطفك يا العطفاوي واصدِق بصدقك يا الصادق واصلح بصلاحك يا ميكو، فأنتم الأمل في حماية الاقليم، صغيره قبل كبيره لكي نكون جميعا عند حسن ظن مولانا الامام.
يتبع..