إدانة رشيد الراضي سمسار هشام جيراندو بثلاث سنوات سجناً نافذاً
-حمزة رويجع-
أصدرت المحكمة الزجرية الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء يوم أمس الإثنين، حكماً إبتدائيا بإدانة رشيد الراضي، مسير مقصف الموظفين بالمحكمة الإستئنافية بالجديدة، بثلاث سنوات سجناً نافذاً.
وذلك على إثر تورطه في شبكة إجرامية دولية تعمل على ابتزاز المواطنين من خلال التشهير ونشر امور شائنة على منصات التواصل الاجتماعي، ابرزها منصة “تحدي” لمسيرها هشام جيراندو الفار من الديار المغربية نحو الديار الكندية.
بدأت القضية عندما تم تلقي مجموعة من الشكايات جرى وضع البعض منها على مستوى رئاسة النيابة العامة، واحيلت على الفرقة الوطنية، حيث تعرض مجموعة من المواطنين، من بينهم فدوى النقيري طليقة المصري، حيث تعرضت للابتزاز من طرف شبكة إجرامية تعمل على استغلال نزاع معروض على انظار قسم قضاء الاسرة.
هذا ويفيد ذات المصدر، ان رشيد الراضي، قد ابتز السيدة مطالبا مبلغ 10 مليون سنتيم، مقابل حذف جميع المنشورات المسيئة على صفحة “لفرشة” وتحوله من مناصرة الطليق المصري الى مناصرة ابنت البلاد المغربية.
يذكر ان مجموعة من السماسرة والمخبرين والمشاركين لمنشورات “الفرشة” و “التحدي”، جرى القبض عليهم وادانتهم قضائيا بناءا على شكايات قانونية لأطراف متضررة، اختارت اللجوء الى مؤسسة القضاء عوض الخضوع للإبتزاز الدولي العابر للقارات.
واثر الحكم الابتدائي على رشيد الراضي بثلاثة سنوات سجنا نافذا، لازلت الأسئلة معلقة حول مآل تدبير مقصف الموظفين بمحكمة الإستئناف بالجديدة، وهل كان فعلا هو المقر الرئيسي التي انطلقت منه تلك الجرائم الخبيثة، والتي مست رموز العدالة والمحامي فجار الذي كان مرشحا قويا في انتخابات هيئة المحامين بالجديدة، عبر نشر أخبار زائفة في حقه عبر صفحة “تحدي”.
أجريت الأبحاث تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث تمكنت الفرقة الوطنية من توقيف المتورطين الرئيسيين في هذه الشبكة، وكشفت التحقيقات أن رشيد الراضي كان يلعب دوراً محورياً في هذه الشبكة، حيث كان يقوم بتهديد المواطنين بالابتزاز، مدعياً امتلاكه القدرة على نشر أي خبر زائف والتظاهر بامتلاكه معارف واسعة تساعده في ذلك. تم الكشف عن أمره بعد وقوعه في فخ نصبه أحد المبحوث عنهم، حيث جرى القبض عليه متلبسا، مما أظهر أنه كان يلعب دور الوساطة مع هشام جيراندو، حيث كان المبلغ المحدد لنشر الفيديو الواحد هو مليون سنتيم.
أمام كل الأدلة الدامغة، قضت المحكمة الزجرية الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء اليوم الاثنين، 25 يونيو 2024، بحبس رشيد الراضي ثلاث سنوات سجناً نافذاً، يأتي هذا الحكم الذي هو عنوان الحقيقة، في إطار تصدي السلطات القضائية والأمنية لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار من خلال استغلال الأنظمة المعلوماتية والإدلاء ببيانات زائفة.
يذكر ان هذا الحكم الإبتدائي لقي ترحيباً واسعاً من قبل المجتمع المدني والمواطنين الذين رأوا فيه خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والنظام في البلاد، واعتبر العديد من المتابعين أن هذا الحكم يعزز من ثقة المواطنين في النظام القضائي ويؤكد التزام السلطات بمكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها.
تشكل هذه الإدانة جزءاً من الجهود المستمرة لتعزيز النزاهة والشفافية في المجتمع المغربي، كما تأتي هذه الخطوة كتحذير واضح لكل من يحاول استغلال التكنولوجيا والنفوذ لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الأمن والاستقرار العام.
تبقى الأبحاث جارية لتحديد وملاحقة باقي الأفراد المتورطين في هذه الشبكة، مما يعزز الأمل في تحقيق العدالة ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة العابرة للحدود بكل حزم وصرامة.