إنقطاع يومي وتيهان سياسي.. المنتخبون بسيدي بنور يرفعون شعار “العقار” قبل “الماء”..
-حمزة رويجع-
أعلنت قبل لحظات الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور (RADEEJ) عن انقطاع المياه الشروب على مستوى إقليم سيدي بنور ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً وحتى الساعة الثامنة صباحاً. يأتي هذا الانقطاع نتيجة لحالة الطوارئ المائية الناتجة عن التغيرات المناخية وتراجع التساقطات المطرية، مما أثر بشكل ملحوظ على الفرشة المائية وحقيقة السدود.
ووفقاً للإعلان، فإن الانقطاع سيشمل كافة جماعات الإقليم (سيدي بنور، الزمامرة، الغنادرة، المطاهرة، المشرك، أولاد سبطيطة، الغربية، الوليدية)، وذلك بهدف حماية الموارد المائية وترشيد استهلاكها. وأكدت الوكالة على ضرورة الالتزام بالاستهلاك المعقلن والممارسات الفضلى في مجال حاكمة الموارد المائية.
هذا وتكتفي مكونات الأغلبية المسيرة الحالية لعاصمة اقليم سيدي بنور، بالمشاهدة ورمي الكرة في مرمى RADEEJ والاهتمام بأمور ثانوية “تافهة”، بينما الجميع أمام أزمة وطنية، ترخي بضلالها على مستوى سيدي بنور في المقدمة، لتطال جنوب الدارالبيضاء في القادم من الأيام.
فيما لم يبادر المجلس الجماعي لسيدي بنور الى الدعوة لعقد دورة استثنائية لتدارس الأزمة، والسبل الكفيلة التي يمكن ان يساهم فيها المجلس الجماعي، الحد من تداعيات الأزمة المائية، او اشراك المجتمع المدني في التوعية والتحسيس بأهمية المياه وضرورة المحافظة عليها. فالتعاون بين جميع مكونات المجتمع، أضحى ضرورة ملحة، تجعل المصلحة المشتركة فوق الحسابات السياسية الضيقة، حيث ان الالتزام بالإرشادات الصادرة عن الجهات المسؤولة يُعدّ من أهم الوسائل للتصدي لأزمة المياه وضمان توفيرها بشكل مستدام.
لاشك ان الحلول المبتكرة لمواجهة أزمة “العطش” موجودة من خلال الحوار البناء، والتدبير التشاركي، حيث يمكن استثمار محطة تحلية مياه البحر بالجرف الاصفر، وتخصيص خط يومي للصهاريج الى محطة توزيع المياه بسيدي بنور، قد تسهم في تخفيف تداعيات الأزمة ولو بشكل نسبي.
فهل تستيقظ رئاسة المجلس الجماعي لسيدي بنور من سباتها، أم أن المصلحة العقارية الشخصية اقوى من المصلحة العامة في الترافع امام مديرة RADEEJ؟